أتفهم هذا الضغط المستمر من قبل «التيار المتشدد» على التيار المسمى ب «الليبرالي» في مسألة «مظاهرة حنين»، وأن كتاب المقالات «الليبراليين» لم يكتبوا ولا مقالا يحذر المواطنين من المظاهرة التي لم تحدث. وكان بين حين وآخر يكتب أحد المتشددين نفس المقال، لكنه يعيد ترتيب الكلمات دون أن يخل بالفكرة التي يمكن تلخيصها ب «أين جهود كتاب الصحافة السعودية في التصدي لما يعرف بثورة (حنين) التي استهدفت أمن المملكة واستقرارها»؟ هذا الضغط يمكن تفسيره على أنه محاولة انتقام التيار المتشدد من التيار «الليبرالي»، فالليبراليون كانوا في تسعينات القرن الماضي يشنون نفس الحرب على المتشددين ويسألونهم: «أين جهودكم في الحرب ضد القاعدة / الإرهاب». يمكن أيضا تفسيره كمحاولة من المتشددين لاستعادة زمنهم الجميل بعد فشل «حركة التطرف» التي كانت تريد إعادة المجتمع مئات السنين، في ذاك الوقت كان الكتاب المتشددون يحققون مكاسب كبيرة في المجتمع، وتترك لهم صدور الصحف ليحددوا للجميع كيف يعيشون وكيف يتزوجون وكيف يموتون؟ ما لا أتفهمه من التيارين تبادل الأدوار فيما بينهما في مسألة التأليب، وخصوصا أن التيارين شعرا بنفس الحنق إذ يأتي كاتب ما ليؤلب المجتمع بكل مؤسساته ضدك. هذا ما حدث في التسعينات حين ضغط التيار الليبرالي على المتشددين بأن يكتبوا مقالات تشبه مقالات الليبراليين، وكما يحدث الآن من المتشددين إذ يهددون الليبراليين بوطنيتهم، وبنفس الطريقة التي حدثت لهم في التسعينات. ما لا أفهم أيضا أن التيارين يؤكدان على حرية التعبير والآخر، في نفس الوقت يجبرون الجميع على أن يكتبوا في موضوع واحد، وكأن كتاب المقالات لديهم اختبار تعبير لمعرفة من الكاتب الذي كان تعبيره أفضل. بعيدا عن الإخوة الأعداء المتشابهين حد التطابق، كان بعض الأصدقاء ومنذ أن بدأ طرح «وهم ثورة حنين» يسألونني عن رأيي فيما سيحدث؟ وكنت أقول لهم: لن يحدث شيء، فالثورة ولدت في العالم الافتراضي «الإنترنت» وستموت هناك. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة