ما من مواطن إلا وابتهج وأشاد بالأوامر الملكية الأخيرة التي لامست احتياجاته الأساسية، ومع ذلك فإنه يضع يده على قلبه خوفا من التسويف في تنفيذها أو الاجتهاد الذي لا حاجة له في تفسيرها بما لا يخدم الهدف الأساسي منها. معظم الكتاب الذين تناولوا تلك الأوامر في أعمدتهم كانوا وما زالوا يأملون ألا تدخل نفق الروتين والبيروقراطية المقيتة، وأن تكون بمنأى عن ادعاء بعض المسؤولين معرفتهم بما هو غير معلن فيها، وهو ادعاء نجزم بعدم صحته حين يتمثل في تقليص مردودها الإيجابي على المواطنين، والذي كان الهدف الواضح المباشر المعلن عند إصدارها. البشرى إذا تأخر تحقيقها يصبح لا طعم لها، والفرحة إذا طال انتظارها لا تكون فرحة حقيقية. بعض المسؤولين ابتلاهم الله بصفات تصبح ابتلاء لنا، منها الحذلقة والفذلكة والتعقيد والمماطلة والتسويف وارتداء جبة الحرص الشديد على إخضاع الأوامر والتعليمات الواضحة لتفسيرات لا توجد إلا في رؤوسهم فقط، يدعون أنهم يفعلون ذلك حرصا على الأمانة وتطبيق الأنظمة، متناسين أن صيغة الأوامر والقرارات التي تصدر من المقام السامي أوضح من الوضوح، ومفرداتها لا تقبل التأويلات. نود أن نوجه سؤالا واحدا فقط لهؤلاء الجهابذة يتلخص في الآتي: هل اشتمل أمر الراتبين الإضافيين اللذين أمر بهما خادم الحرمين الشريفين على صيغة تنص على استثناء البدلات المضافة للراتب؟ هل هناك نص صريح لا يقبل الجدل بأن الأمر في هذه الحالة الاستثنائية يعني الراتب الأساسي فقط؟ في كثير من المهن والوظائف، يا سادة التفسيرات غير الموفقة، لا يعني الراتب الأساسي شيئا كثيرا دون البدلات (الأساسية) المضافة إليه. راتب الطبيب والصيدلي والممارس الصحي على سبيل المثال هزيل ومضحك إذا ما تم عدم احتساب البدلات، وهناك وظائف أخرى ينطبق عليها هذا الواقع، وبالتالي إذا ما تم احتساب الراتبين اللذين جاء بهما الأمر الملكي على هذا النحو فإنها لا تحقق الهدف في إعانة المواطن، ولا تمثل شيئا مهما لأن مجموع الراتبين الأساسيين قد يقل عن مبلغ راتب واحد بالبدلات. إن رغبة الملك حفظه الله هو إدخال السعادة في قلوب المواطنين وأنتم تصرون على أن تكون سعادة ناقصة باجتهاداتكم التي ما أنزل الله بها من سلطان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة