مملكة المرأة كما يعرفها الجميع، سوق نسائية بحتة تقع في شارع العليا في مدينة الرياض، تضم عالما خاصا بالنساء، فيها بنك ومطعم وعدد من المقاهي الصغيرة ومحلات تجميل ومصلى، إلى جانب الأسواق المتعددة التي تبيع الملابس والمستلزمات النسائية المختلفة. وتعمل في هذه السوق مجموعة من النساء العربيات والفلبينيات والهنديات. وقد اعتدت أن أزور هذه السوق من حين لآخر لاقتناء بعض الاحتياجات، أو لمقابلة بعض الصديقات، حيث تتوفر فيها الخصوصية التي تشهدها الكثيرات. وعلى كثرة المرات التي زرت فيها السوق لم يطف بذهني أن أتساءل لم تغيب المواطنات عن العمل في هذه السوق؟ ربما لأننا اعتدنا أن لا نرى المواطنين يعملون في الأسواق، فمعظم الباعة وغيرهم هم من غير المواطنين عربا وغير عرب، فبات ذاك لنا أمرا مألوفا غير ملفت للنظر. لكن الدكتورة إبتسام حلواني لم يفت ذلك عليها فلفتت نظري إلى غياب السعوديات عن العمل في مملكتهن (مملكة المرأة) ربما لأنها تقيم في جدة التي يختلف الوضع فيها عن الرياض حيث تقبل المواطنات على العمل في البيع، فقالت متعجبة: هل تعرفين أني لأول مرة أدري أن العاملات في سوق المملكة من غير السعوديات، متى استثنينا حارسات الأمن!! في تلك اللحظة كنت كمن كشف عن عينه الغشاء فرأى ما لم يكن يراه من قبل.فانتقل السؤال من خاطرها إلى خاطري، ووجدتني أردد مثلها، لم تترك مثل هذه الأماكن لتحتلها الغريبات وبنات البلد يشتكين البطالة وضيق ذات اليد؟ في تفسير الدكتورة إبتسام، أن السبب يرجع إلى اختلاف ثقافة مجتمع الرياض عن مجتمع جدة، وأن الناس في الرياض ربما يجدون من المهين للمرأة العمل في مثل هذه الأعمال. لكني استبعدت ذلك فمدينة الرياض مدينة ضخمة وعدد سكانها كبير ولا أظنها محكومة جميعها بثقافة مجتمعية واحدة. ما أظنه هو أن البائعات في جدة وجدن من أصحاب المتاجر الكبيرة ما لم تجده النساء في الرياض، فأصحاب المتاجر الكبرى في جدة يقدمون دعما ماديا مريحا للبائعات يشكل لهن عامل جذب للمهنة، أما هنا في الرياض، فإن أحدا لم يفعل ذلك، فبقي انخفاض الأجور مع طول ساعات العمل يشكل عامل تنفير للمواطنات. هناك كثير من الفئات التي يمكن أن تدرب وتؤهل للعمل في مثل هذه الأماكن سواء في البيع أو في محلات التجميل أو في المقاهي أو ما شابهها، هناك فئة النساء اللاتي يطلبن العمل مستخدمات في مؤسسات التعليم، ويقفن منتظرات ضمن قائمة طويلة، وهناك أيضا اليتيمات اللاتي تشرف عليهن وزارة الشؤون الاجتماعية، ونزيلات دار الرعاية وأمثالهن، هن جميعهن في حاجة إلى العمل، وكل ما يحتجنه هو توفر من يدربهن ويوجههن إلى العمل المناسب.ولعل تدخلا من سمو الأمير الوليد بن طلال يحفز أصحاب المتاجر الكبيرة في مملكة المرأة إلى دفع أجور مجزية تستقطب بعض المواطنات الباحثات عن العمل. ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة