بين ل «عكاظ» المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق أن البكاء على الميت غير المتخلل للنياحة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مبينا أن هناك ثلاث حالات في بكاء أهل الميت على متوفاهم. ولخص حالات الميت بعد بكاء أهله عليه لثلاثة أقسام، فيعذب أولا أي الميت أو يتعذب ثانيا، أو ربما لا يضيره من بكائهم شيء، وهذه أي الحالة الأخيرة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأبان أن حالة العذاب تقع عندما يأمر أهله قبل وفاته بالبكاء عليه، كما قال طرفة بن العبد لأخته «إذا مت فانعيني بما أنا أهله، وشدي على الجيب يا ابنة معبد»، وأضاف «هذه حالة تستوجب عذاب الميت، لما أمر به لنفسه من بكاء والأمر للنفس لم يأت الشرع به، بل جاء في السنة بعذاب الميت عند فعله لذلك». وأفصح عضو هيئة كبار العلماء عن الحالة الثانية التي يتعذب الميت فيها، والتي تكون بسبب نياحة أهله عليه، وتعديد مآثره، وبالتالي يكون تعذيبه إحساسا وألما وليس عقوبة، معتبرا هذه الحالة أشبه ما يعتري الأب إن علم بوقوع ولده في معصية أو سقط في وحل المخدرات، فيتألم حزنا على ابنه، وفرق بين مصطلحي العذاب للميت، والتعذيب بسبب تصرفات أهله. وأشار المطلق إلى الحالة الثالثة وهي السنة في بكاء الميت على أهله والتي تكون من دون نياحة ولا أمر لهم بذلك، كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم عندما بكى على وفاة سعد بن عبادة رضي الله عنه، وكذا في وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه، كما بكى على ابنه إبراهيم، وفي مواطن أخرى كثيرة، وكان يقول عليه السلام: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وهذه الحالة لا تؤثر على الميت. وعزا قول العلماء إن البكاء على الميت من غير نياحة سنة، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، كما قيل إنها بسبب رحمة الإنسان وحزنه على أخيه.