سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله - عن العزاء وما يحدث فيه من مبالغات في إعداد الولائم وضرب الخيام وغيرها، فأجاب قائلا: “إن اجتماع أهل الميت لاستقبال المعزين من الأمور التي لم تكن معروفة، حتى إن بعض العلماء قال: “إنها بدعة، ولهذا لا نرى أن أهل الميت يجتمعون لتلقي العزاء، بل يغلقون أبوابهم وإذا قابلهم أحد في السوق أو جاء أحد من معارفهم دون أن يعدوا لهذا اللقاء عدته؛ فإن هذا لا بأس به، أما استقبال الناس فهذا لم يكن معروفا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى كان الصحابة يعدون اجتماع أهل الميت وصنع الطعام من النياحة، والنياحة كما هو معروف من كبائر الذنوب”، مشيرا إلى أن صنع الطعام سنّة فقط لمن انشغلوا عن إصلاح الطعام بما أصابهم من مصيبة، لقوله: “فقد أتاهم ما يشغلهم”. ومع ذلك غالى بعض الناس في هذه المسألة غلوا عظيما ولا سيما في أطراف البلاد، حتى إنهم إذا مات الميت يرسلون الهدايا من الخرفان الكثيرة لأهل الميت، ثم إن أهل الميت يطبخونها للناس، ويدعون الناس إليها؛ فتجد البيت الذي أصيب أهله كأنه بيت عرس وهذا لا شك أنه من البدع المنكرة، وهل نحن مأمورون عند المصائب بأن نأتي بالمسليات الحسية التي تختم على القلب حتى ننسى المصيبة نسيان البهائم؟ نحن مأمورون بأن نتسلى بما أرشدنا الله إليه: (إنا لله وإنا إليه راجعون) لا بأن يأتي الناس من يمين وشمال؛ ليجتمعوا إلينا ويؤنسونا أنسا ظاهريا”.