نفذ المجتمع الدولي تهديده للقذافي، وشن هجوما عسكريا عنيفا على طرابلس. وفي هذا السياق أكد البنتاجون أمس أن تحالفا من خمس دول هي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وإيطاليا يشن هجمات على ليبيا بهدف شل دفاعات معمر القذافي. وقال مسؤول في البنتاجون للصحافيين شريطة ألا ينشر اسمه إن الهجمات الجوية سوف تستهدف أساسا الدفاعات الجوية حول مدينتي طرابلس ومصراتة وذلك في عملية مشتركة يطلق عليها «فجر اوديسا». موضحا مشاركة قوات وطائرات أمريكية في هذا الهجوم. فيما أكد مسؤول عسكري أمريكي كبير أن الولاياتالمتحدة أطلقت صواريخ عابرة من نوع توماهوك على مواقع لأسلحة ليبية مضادة للطيران لتسهيل قيام قوات التحالف بفرض منطقة الحظر الجوي في ليبيا. وقال هذا المسؤول الكبير رافضا الكشف عن هويته «إن القسم الأكبر من الضربات الأولى استهدف الساحل لأن أنظمة الدفاع الجوي تتواجد هناك». وتوجد مدمرتان أمريكيتان هما ستوت وباري، إضافة إلى ثلاث غواصات هي بروفيدانس وفلوريدا وسكرانتون، حاليا في البحر المتوسط على مقربة من ليبيا وهي مجهزة بصواريخ عابرة من طراز توماهوك. وأعلنت وسائل الإعلام الأمريكية عن هذه الضربات الأولى قبل بضع دقائق في حين سمع دوي انفجارات قوية شرق طرابلس. في غضون ذلك، أعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أن القوات البريطانية باشرت تحركها في الأجواء الليبية في إطار تطبيق قرار مجلس الأمن 1973 الذي يتيح استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا. وأضاف كاميرون «أن قوات بريطانية باشرت التحرك في أجواء ليبيا وهي تشارك في ائتلاف دولي تشكل لتطبيق قرار صادر عن مجلس الأمن لحماية الشعب الليبي». وكان مسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية، قال إن طائرات للقوات الجوية الفرنسية دمرت بعض الدبابات والمركبات المدرعة خلال تدخل بتفويض من الأممالمتحدة في ليبيا. وأضاف، نعم دمرنا عددا من الدبابات والمركبات المدرعة. مشيرا إلى أنه لا يمكنه تأكيد العدد على الفور. وفي بنغازي، تدفقت السيارات خارجة من بنغازي وهي تقل عائلات فارة خوفا من القتال فيما وقف سكان القرى على طول الطريق يقدمون لهم زجاجات المياه وصناديق البسكويت. كان هذا المشهد علامة على التضامن الذي ما زال موجودا بين الليبيين في الشرق قلب المعارضة للزعيم الليبي معمر القذافي حتى على الرغم من أن صراعهم أصبح في خطر داهم. وتبدلت الفرحة التي جرى بها الترحيب بقرار مجلس الأمن يوم الخميس والذي سمح بالتدخل العسكري الأجنبي ضد قوات القذافي ليحل مكانها الخوف واليأس منذ بدأت القوات الحكومية في استهداف بنغازي معقل المعارضة في الشرق منذ صباح اليوم السبت. وبعد ساعات من إطلاق النار والانفجارات في المدينة اختنق الطريق الرئيسي المؤدي شرقا إلى الحدود الليبية المصرية بآلاف السيارات التي تحمل رجالا ونساء وأطفالا إلى أماكن أكثر أمنا قرب الحدود المصرية. وحمل البعض حقائب مملوءة بالملابس والممتلكات بينما امتلأت بعض السيارات بالناس فقط. وفي موسكو، أفاد المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان أن روسيا تعرب عن «الأسف للتدخل المسلح» في ليبيا. وقال المتحدث «نحن في موسكو نعرب عن الأسف لحصول هذا التدخل المسلح الذي يجري في إطار القرار 1973 الصادر عن الأممالمتحدة والذي أقر على عجل». هذا وقال القذافي في تصريح صحافي البارحة: إن مصالح الدول التي هاجمت ليبيا ستتعرض للخطر، لافتاً إلى أن منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا أصبحت ساحة حرب.