هناك جانبان في ما سمعناه يوم أمس، الجانب الأول يتمثل في كلمة الملك الفياضة بالمشاعر الحميمة تجاه الشعب، وهي مشاعر ليست وليدة اللحظة أو نتيجة موقف فحسب، إنها مشاعر يختزنها قلب هذا الإنسان باستمرار، نلمسها في كلماته وأقواله التي تنطلق شفافة وعفوية من أعماقه في كل مناسبة، وإذا كان حفظه الله قد أكدها يوم أمس فلأنه يعلم علم اليقين أن هذا الشعب يمحضه حبا صادقا، ويعشق وطنه عشقا حقيقيا، وأن العلاقة بين الشعب والوطن غير قابلة للاهتزاز ويصعب اختراقها أو تعريضها للاحتمالات الغامضة، ملك يستحق الحب، وشعب يستحق حبا بحب، ووفاء بوفاء.. أما الجانب الآخر فإنه يتمثل في مجموعة الأوامر التي صدرت وتماست مع جوانب حيوية هامة كانت ضمن أولويات التطلعات للمواطنين. إنها أوامر هامة جدا لا يمكن تصورها أنها جاءت على عجل أو كرد فعل سريع لموقف وطني ناضج ومسؤول، أي أن مثل هذه الأوامر لا بد أن تكون خاضعة للدراسة والبلورة منذ وقت ليس بالقصير، وذلك يعني أنها ضمن مشروع الإصلاح والتطوير الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين، وأنها كانت في أجندته حتى جاء وقت إعلانها.. ورغم أهميتها الكبيرة فإنها بالتأكيد ليست نهاية هذا المشروع الذي نتطلع جميعا إليه، بمن فينا صاحب المشروع. إنها بالتأكيد خطوة بارزة وهامة، لكنها تظل خطوة مرحلية لا نشك أن خطوات أهم سوف تليها لتحقق مزيدا من الآمال والأماني.. وحتى تؤتي هذه الأوامر أكلها، فإننا نتمنى من جديد على المسؤولين المعنيين بتنفيذها أن يستشعروا أهمية مسؤوليتهم تجاهها، وألا يفسدوا فرحة الشعب بها. نرجو منهم أن يعوا جيدا أنه لا يصح بحال من الأحوال إخضاعها للتفسيرات والتخريجات والاجتهادات التي لا ضرورة لها هي واضحة جدا، ولا يجب أن تدخل في أنفاق البيروقراطية والأداء الرتيب.. شكرا أيها الملك النبيل، ونعرف أن بين يديك المزيد من الخير لهذا الوطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة