صوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة البارحة الأولى لصالح قرار يجيز فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا واستخدام «كل الإجراءات اللازمة» وهو تعبير يجيز العمل العسكري لحماية المدنيين في مواجهة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. متى تبدأ أي عملية؟. تقول مصادر دبلوماسية في فرنسا التي تحبذ القيام بعمل أكثر حزما ضد القذافي، أن العمل العسكري سيحدث قريبا ربما فورا، وقد يشمل فرنسا وبريطانيا وربما الولاياتالمتحدة ودولة عربية أو أكثر. لكن مسؤولا عسكريا أمريكيا قال إن من غير المتوقع أن تنفذ الولاياتالمتحدة عملا عسكريا بعد التصويت مباشرة. ولم يتضح كم سيستغرق الإعداد للعمليات العسكرية اللازمة لفرض منطقة حظر طيران. وفي الأسبوع الماضي قال رئيس القيادة المشتركة للقوات الأمريكية إن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» يمكن أن تطبق منطقة حظر جوي في غضون يومين. غير أن رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية الجنرال نورتون شوارتز أوضح أن المسألة ستستغرق نحو أسبوع. ما هي القوات التي ستشارك؟. تملك الدول أعضاء جامعة الدول العربية سفنا حربية ومقاتلات لكنها لم تظهر قدرة تذكر على نشر تلك القوات خارج منطقتها. وقال شوارتز متحدثا أمام مجلس الشيوخ الأمريكي أمس إن هناك: «دولا في جامعة الدول العربية لديها قوات جوية متمكنة يمكن الاستفادة منها إذا توفرت الظروف الملائمة.» وإذا اختارت الولاياتالمتحدة عدم التدخل فربما تكون لدى بريطانيا وفرنسا القدرات العسكرية لفرض منطقة حظر جوي أو بحري محدودة. وأيا كانت الترتيبات فإن دول حلف شمال الأطلسي قد تطلب استخدام القواعد الجوية في إيطاليا. وقال مصدر في الحكومة الإيطالية أمس إن إيطاليا مستعدة أن تسمح باستخدام قواعدها العسكرية لفرض منطقة حظر طيران. ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن البنتاجون بما يملك من إمكانات جوية وبحرية هائلة سيتحمل الجزء الأكبر من المهمة. ما هي المعدات التي قد يستخدمها البنتاجون؟. يقول مسؤولون إنه إذا قررت الولاياتالمتحدة فرض منطقة حظر طيران فإن هذا سيتطلب على الأرجح سحب أصول جوية من أوروبا والولاياتالمتحدة وربما حتى من العراق وأفغانستان. ويخشى بعض القادة من أن هذا قد يرهق جيشا مثقلا بالفعل من جراء حربين ويشارك الآن في جهود الإغاثة باليابان. وقال شوارتز : «هناك إمكانيات محدودة للمخابرات والمراقبة والاستطلاع.» وذكر أن الولاياتالمتحدة ستستخدم على الأرجح قاذفات قنابل ومقاتلات ربما تشمل طائرات (إف - 16 وإف- 15 وإف- 22) لضرب أهداف على الأرض. كما ستنشر طائرات مراقبة وطائرات تزويد بالوقود إلى جانب معدات اتصال بالقمر الصناعي وطائرات تستطيع التشويش على الاتصالات الليبية. هل سيكون هذا فعالا في وقف القذافي؟. مع مرور الوقت يتناقص المقتنعون بأن فرض منطقة حظر طيران سيكون حاسما على الأرض. واعتمدت القوات الحكومية الليبية في الأساس على نيران المدفعية يعقبها تقدم الدبابات والقوات البرية الأخرى لطرد المعارضين المسلحين، وربما لا تستطيع طائرات حلف الأطلسي التي تحلق فوق ليبيا حماية المدنيين على الأرض. وفي مؤشر على وجود تحفظات داخل الجيش الأمريكي، قال شوارتز إن فرض منطقة حظر طيران وحده لن يكفي لوقف قوات القذافي. وسيكون فرض حظر للطيران فوق ليبيا بالكامل تحديا كبيرا لأن مساحة الأرض 35 ضعف مساحة البوسنة التي فرض الحلف حظرا للطيران فوقها في أوائل التسعينات. وقد يختار المسؤولون فرض منطقة حظر طيران محدودة حول بنغازي معقل المعارضة المسلحة باستخدام عدد صغير من المقاتلات وطائرات الدعم. ما هي المعدات التي يملكها القذافي؟. في الأسبوع الماضي قال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية إن القذافي لديه نحو 80 طائرة في الخدمة تتنوع بين طائرات الهليكوبتر وطائرات النقل والمقاتلات. بينما قال شوارتز إن هناك عدة عشرات من المقاتلات وطائرات الهليكوبتر التي تقدر أعدادها بالمئات التي نفذت عشرات الطلعات في اليوم. لكن الطائرات الليبية التي يقول كلابر إنها تعتمد على الاستهداف البصري لا الاستهداف باستخدام الكمبيوتر أقل تطورا بكثير من الطائرات وطائرات الهليكوبتر التي يستخدمها الجيش الأمريكي. ويقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وهو مؤسسة بحثية مقرها لندن أن القذافي لديه نحو 40 طائرة حربية وأن معظم معدات قواته الجوية عفى عليها الزمن بالمقاييس الغربية. هل سيتعين على القوات الأجنبية ضرب الدفاعات الجوية؟. هناك نوع من الخلاف بهذا الشأن. يقول وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن ذلك سيكون ضروريا قبل أن تستطيع الطائرات الأمريكية القيام بدوريات فوق ليبيا. ويقول معارضون لفرض منطقة حظر الطيران إن هذا سيكون عملا حربيا. ويعتقد آخرون أن الهجمات الوقائية على الصواريخ أرض جو الليبية التي ترجع ألى حقبة الاتحاد السوفييتي سابقا لن تكون لازمة وأن الطائرات الحربية لحلف الأطلسي يمكنها أن تنتظر إلى أن تبدأ أجهزة الرادار الليبية تعقبها. وقال كلابر إن ليبيا تملك ثاني أكبر نظام للدفاع الجوي في الشرق الأوسط وأن بها نحو 31 موقعا لإطلاق الصواريخ أرض جو فضلا عن عدد كبير من الصواريخ أرض جو المحمولة.