أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة اتخاذ الجهات المعنية كافة التدابير اللازمة لمواجهة الأمطار التي هطلت على العاصمة المقدسة البارحة، موضحا أن كافة الأجهزة أعلنت حالة الاستنفار القصوى لمجابهة أي طارئ. وقضى مواطن ووافدان في جبل النور في مكةالمكرمة البارحة، جراء تعرضهم لصواعق رعدية صاحبت هطول أمطار غزيرة على العاصمة والمشاعر المقدسة البارحة، وتسببت السيول الناتجة عنها في احتجاز سيارات تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ سائقيها. وكشفت أمطار البارحة عن وجود خلل في متابعة وفحص قنوات التصريف في شوارع العاصمة المقدسة، حيث سجلت نسب تراكم كميات المياه في عدد من الشوارع المغطاة بشبكات تصريف مياه السيول . وتحولت مشاريع تصريف مياه السيول الجاري تنفيذها في عدد من المواقع في أنحاء مكةالمكرمة، والتي تقع تحت إشراف الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية، إلى بركة للمياه تشكل خطرا حقيقيا، فيما شكلت الأحياء التي تقع خارج خارطة شبكات التصريف الخطر الأكبر على سكانها ومرتاديها، وبالأخص في حي العوالي. وأعلنت القطاعات ذات العلاقة المباشرة بمواجهة الطوارئ؛ (الدفاع المدني، أمانة العاصمة المقدسة، الهلال الأحمر، والمستشفيات) حالة الاستنفار القصوى لمتابعة ما قد ينتج عن هطول الأمطار بغزارة، ورسمت خططها وفقا للمواقع المتوقع فيها تسجيل كثافات في نسب المياه، ومنع تشكيلها خطرا على الأرواح أو الممتلكات. لكن الجهات الحكومية المعنية تقاذفت الاتهامات فيما بينها لأسباب تعود إلى عدم علمها المسبق بإمكانية هطول الأمطار الذي شكل لها مفاجأة، فيما رفضت هيئة الأرصاد وحماية البيئة ذهاب مسؤولي بعض الإدارات إلى القول بعدم علمهم بتوقعات هطول الأمطار على مكة. وأبلغ «عكاظ» وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير المنطقة كان يتابع لحظة بلحظة الأمطار التي شهدتها مكةالمكرمة البارحة، حيث كان على اطلاع كامل بكافة التقارير الميدانية للجهات ذات العلاقة العاملة في مواجهة الأمطار. وبين وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة أن أمير المنطقة كان أثناء هطول الأمطار على مكةالمكرمة في اجتماع لجنة الحج المركزية المنعقد في جدة، وطلب أن يبقى أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار في مكةالمكرمة ليتابع ميدانيا الأمطار. من جهته، أكد ل«عكاظ» وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المهندس الدكتور حبيب زين العابدين أن المشاعر المقدسة لم تسجل أية حالة في ارتفاع كميات المياه مطلقا، بل أثبتت السدود على سفوح الجبال وشبكات التصريف في المشاعر كفاءة وتميزا في تصريف المياه في وقت قياسي. وأوضح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية أن مهندسي الوزارة تفقدوا كافة أجزاء منطقة المشاعر ولم يسجلوا أية حالة من تراكم المياه، مضيفا «لم يتأثر مشروع قطار المشاعر جراء هطول الأمطار. من جهته، أوضح ل«عكاظ» أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أن أمانة العاصمة المقدسة لم تتلق أي تحذيرات من هيئة الأرصاد وحماية البيئة، أو الدفاع المدني، أو أية جهة أخرى بإمكانية هطول الأمطار على مكةالمكرمة البارحة. وقال الدكتور البار إن استعداد الأمانة كان اجتهادا بعد أن رصدت كثافة سحب على أجواء مكةالمكرمة، وتولت غرفة العمليات في الأمانة إبلاغ كافة البلديات الفرعية والفرق الميدانية وفرق النظافة المساندة بالانتشار في المواقع المهمة التي حددتها الأمانة في خطتها أثناء مواجهة الأمطار. بدوره، بين ل«عكاظ» مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين أن الأمطار سجلت حالة من الارتفاع في عدد من مناطق الخطر التي غالبا ما يرتفع فيها منسوب المياه، منها شارع الحج وطريق الدائري الثالث وطريق الشهداء، مضيفا «في الوقت الذي وصل منسوب المياه ما بين 25 إلى 35 مليمترا، والتي تعتبر ما بين المتوسطة إلى الخفيفة، في حين أن 60 فرقة للدفاع المدني متنوعة الاختصاص كانت متواجدة ميدانيا تعاملت مع جميع النداءات وفق الاختصاص وبجدية». وقال العميد أربعين إن غرفة عمليات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة تلقت خلال ساعات هطول الأمطار 947 نداء استغاثة، تنوعت بين حوادث الاحتجاز في الميادين، وتماسات كهربائية. وأوضح مدير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة أن فرق الإنقاذ في الدفاع المدني تمكنت من مباشرة ثمانية حوادث احتجاز للمركبات، ومباشرة 25 حادث تماس كهربائي. بدوره، أشار ل«عكاظ» مدير التحقيقات والناطق الإعلامي للدفاع المدني في العاصمة المقدسة المقدم علي المنتشري إلى أن كمية الأمطار التي هطلت على العاصمة المقدسة البارحة لم تكن مصدر خطر فعليا، بقدر ما خلفته الصواعق الكهربائية الجوية من حوادث، كان من أبرزها احتراق ثلاثة أشخاص بينهم مواطن وآسيويان أثناء وجودهم في جبل النور، وتمت مباشرة الحادث وإنزال الحالات عبر فرق الإنقاذ في الدفاع المدني، كما تسببت حوادث الصعق في العديد من حالات الاحتجاز داخل المصاعد بسبب انقطاع التيارات عنها، فيما أكد الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة فائق حسين عدم تسجيل أية حالة إصابة ناتجة عن أمطار البارحة. من جهته، أكد ل«عكاظ» المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر أحمد باريان جاهزية الفرق الموكلة لها مهمات التدخل السريع في حالات الطوارئ والمساندة للجهات المعنية في العاصمة المقدسة، وقال «نبعد عن الحدث الأكبر وهو موسم الحج أياما معدودة لا يمكن الجزم بما يحدث فيها، الأمر الذي جعل من الهيئة محل استعداد تام وكانت أمطار البارحة مقياسا لمدى الجاهزية للفرق، وكيفية التعامل مع الأحداث»، فيما أكد ل «عكاظ» المتحدث الرسمي باسم هيئة الأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني توقع الرئاسة بهطول أمطار غزيرة في تقريرها اليومي، موضحا أنها نتاج ما يعرف بانخفاض غور البحر المتوسط، مشيرا إلى أن التنبيه صدر على موقع الأرصاد منذ ال11 صباحا واستمر حتى ال11 البارحة. وعند سؤاله عن عدم علم أمانة العاصمة المقدسة بالتحذيرات، أجاب «كما ذكرت لقد أصدرنا تحذيرا، كما أن تقرير فصل الخريف الصادر في 12 من شوال الماضي، شمل توقعات بهطول أمطار ما بين المتوسطة والغزيرة على مكةالمكرمة، ومسجل ضمن التقرير الإحصائي». وأردف «كما أن هناك نافذة مشتركة مع مركز القيادة والسيطرة في المشاعر المقدسة يبين حالة الطقس والأحوال المناخية في المشاعر ومكة، يحدث كل ساعة ويظهر كل ما يتعلق بعناصر الطقس في الساعات المقبلة». بدوره، أكد وكيل الجامعة للفروع الدكتور بدر الحبيب عدم تأثر مرافق الجامعة من الأمطار، موضحا أن المحاضرات المقررة في الفترة المسائية تمت بشكل طبيعي.