أوضح ل «عكاظ» الأستاذ المشارك في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سعد بن تركي الخثلان، أن الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان، مشيرا إلى أنه مع تغير الفتوى فإن أحكام الشريعة ثابتة لا تتغير إلا ما نسخ منها التي انقطعت بانقطاع الوحي، لكن الفتوى هي انتقال المجتهد من حكم إلى آخر لتغير صورة المسألة. وطرح عدة أمثلة، مثل: حرمة أكل الميتة التي تحلل عند الضرورة، وحديث العهد بالإسلام الذي يعذر بجهله أكثر مما يعذر من نشأ وتربى في بلاد إسلامية من أبوين مسلمين. واعتبر أن توحيد جهود المجامع الفقهية مطلب ملح، داعيا إلى التنسيق بين المجامع الفقهية، لأنها كما يوضح دون الطموح، حتى لا يكون هناك تضارب في قراراتها، ولا تكرار البحث في المسائل والنوازل، مما يترتب عليه هدر للجهود، التي كان بالإمكان صرفها لبحث مسائل أخرى. ومع أن المجامع الفقهية تستعين بالخبراء عند عقد دوراتها، فإن الخثلان يطالب بتفعيل ذلك بشكل أوسع، مؤكدا على أهمية وجود هيئات استشارية في جميع التخصصات التي يحتاج إليها فقهاء تلك المجامع، «أذكر أنني اقترحت موضوعا لبحثه في المجمع الفقهي بالرابطة فاعتذروا، لأنه سيبحث في المجمع الفقهي الدولي، وأن بين المجمعين تنسيقا والتزاما أدبيا بعدم تكرار بحث المسائل». وخلص الخثلان إلى القول: «إن المجامع الفقهية تحتاج إلى أمرين مهمين، وجود الموارد المالية الكافية، والإدارة الفاعلة، فالأول يمكن تحصيله عن طريق الأوقاف، والثاني: لا بد أن تكون الإدارة متفرغة تماما للمجمع».