تعتبر مجامع الفقه الإسلامي، أحد الروافد المهمة للنظر في القضايا الإسلامية القديمة والحديثة ودراستها والبحث والتمحيص بها للخروج بأحكامها لتلبي بذلك احتياجات المسلمين لمعرفة الأحكام، خصوصا في النوازل والمستجدات ومع كثرتها ظهرت العديد من المجامع التي اتخذ بعضها شكلا محليا، بينما قلة منها كانت ذات حضور عالمي، وأدى ذلك إلى تداخل مهام المجامع وضاعت الفتوى في أتون هذه المجامع وتصادمت مع بعضها البعض، مما دعا إلى ضرورة تنسيق الجهود فيما بينها. «عكاظ» ناقشت أهمية توحيد جهود المجامع الفقهية، خصوصا في قضايا النوازل وإمكانية ذلك على أرض الواقع في السطور التالية: لا ضرورة عملية الدكتور عبد السلام العبادي أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي سابقا وزير الشؤون الإسلامية والمقدسات في الأردن: «لا ضرورة عملية لتوحيد المجامع الفقهية، إنما هناك ضرورة ملحة للتنسيق بينها وتوزيع العمل عليها وبخاصة في القضايا الشائكة، والتي تحتاج إلى تخصص وعمق في الاجتهاد، بل إن توحيدها في مجمع واحد فيه تضييق وصعوبات عملية عديدة، وهناك حاجة على مستوى القضايا التفصيلية وأنواعها المتعددة لعدد كبير من المجامع الفقهية، شريطة أن تترك القضايا الكبرى والمسائل المعقدة للمجامع ذات القدرات المتميزة، فالمجامع ومؤسسات الاجتهاد الجماعي تتفاوت فيما بينها، بتفاوت أعداد علمائها ومدى توافر قدرات الاجتهاد المميز بينهم، وهذا يعرف من خلال التنسيق بينها وتوزيع الأعمال العلمية الكبيرة عليها». فتاوى متناقضة الدكتور قطب مصطفى سانو نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة سابقا وزير الشؤون الإسلامية في غينيا: «هناك ضرورة واقعية ومصلحة زمنية في توحيد جهود المجامع الفقهية المتزايدة تجنبا لإرهاق المسلم العادي بتلك الاجتهادات والفتاوى المتناقضة والمتعارضة في المسألة الواحدة، وابتعادا عن تبذير الجهود والأموال في أنشطة هذه المجامع المتزايدة، فليس من الحكمة ولا من الرشد في شيء أن يتصدى أكثر من مجمع فقهي في آن واحد لقضية فقهية واحدة، فيصدر كل مجمع حكما يختلف عن الآخر! وقد كان حريا بهذه المجامع أن تنسق بين جهودها، وتحدد أولوياتها، ومجالات تركيزها وعملها، فما أضر بالعمل الإسلامي شيء أكثر من التنافس المحموم، والتوسع غير المدروس في تأسيس المؤسسات والمراكز والمجامع التي تزيد الصف الإسلامي تمزقا وتفرقا. ضرورة ملحة الدكتور سعد بن تركي الخثلان الأستاذ المشارك في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: «توحيد جهود المجامع الفقهية مطلب ملح، فإن المجامع الفقهية تمثل الاجتهاد الجماعي في الأمة الإسلامية بأرقى صورة، ولابد أن يكون هناك تنسيق بين هذه المجامع حتى لا يكون هناك تضارب في القرارات الصادرة عنها، وحتى لا يكون هناك تكرار لبحث مسائل ونوازل مما يترتب عليه هدر للجهود التي كان بالإمكان صرفها لبحث مسائل أخرى».