سيجد حامل لقب النسخة الماضية لدوري أبطال أوروبا إنتر ميلان الإيطالي، نفسه على خطى مواطنيه ميلان وروما اللذين ودعا البطولة مبكرا، وذلك عندما يحل ضيفا على بايرن ميونخ الألماني في ملعب أليانز أرينا ضمن إياب دور ال16، ويدخل الإنتر المواجهة وهو مثقل بالجراح بعد سقوطه في معقله (0/1) ذهابا، وتعثره محليا بالتعادل أمام بريشيا المتواضع أخيرا، مما فوت عليه فرصة تقليص الفارق مع متصدر الكالتشيو، وفي الوقت الذي يعاني فيه الفريق الإيطالي يدخل خصمه اللقاء وهو يتمتع بإيجابيات كثيرة، يأتي أبرزها نتيجة المواجهة السابقة إلى جانب ميزة الأرض والجمهور وفوزه الأخير محليا على هامبورغ (6/0)، وبالمعطيات السابقة نجد عوامل التفوق تنصب للبايرن، إلا أن ذلك لن يكون كافيا لتحقيق الوصول للدور المقبل، خاصة أن النتيجة السابقة يمكن تعويضها. في حين يستضيف مانشستر يونايتد الإنجليزي على ملعب أولد ترافورد خصمه الفرنسي مرسيليا، في مواجهة تميل فيها الكفة لصاحب الضيافة عطفا على إمكانيات وتاريخ الفريقين في المسابقة، وكان لقاء الذهاب في فرنسا انتهى بالتعادل السلبي، إجمالا المباريتين لن تخضع لمعايير فنية، خاصة أن الحسابات متاحة للفرق الأربعة وقد تحدث المفاجأة التي أصبحت من سمات البطولة. بايرن x إنتر ميلان أمام البايرن خطوة لتحقيق ثأره من خسارته نهائي النسخة الماضية أمام غريمه إنتر ميلان الإيطالي، ويبدو أنه قادر على تحقيق التأهل للدور المقبل إذا استغل جيدا الظروف السيئة التي يمر بها خصمه، والعوامل الإيجابية المهيأة له، وهو ظهر على ملعب السان سيرو بشكل قوي وحقق أكبر مما كان يريد عندما اقتنص الفوز في الوقت القاتل، ليسهل على ذاته مهمة الإياب، وتشير الاحتمالات إلى ثبات مدربه لويس فان غال على ذات التشكيل السابق في مواجهة الذهاب، مع الاعتماد على التحركات السريعة للاعبي المقدمة قوميز إلى جانب فرانك ريبيري والهولندي روبن، كما سيعتمد على إغلاق مناطقه الخلفية والهجوم المرتد السريع لاستغلال المساحات الخالية من اندفاع خصمه المتوقع لتعديل النتيجة، ولن يبالغ غال كثيرا في الجانب الهجومي، خاصة مع تميز فريقه في الهجوم المعاكس، إذ سيكون منطقيا لحد بعيد في خطته التي لن تخلو من التوازن، ومن المتوقع أن ينتهج أسلوب 4-5-1 ، بتثبيت كرافت في حراسة المرمى ومن أمامه رباعي الدفاع: غوستافو، بادشتوبر، تيموتشوك، لام، محورا الارتكاز برانيتش، أوتل، إضافة إلى ثلاثي الوسط الهجومي مولر (ريبري)، شفايني، روبن، والمهاجم الوحيد غوميز. في المقابل يواجه البرازيلي ليوناردو المدير الفني لإنتر ميلان معضلة حقيقة، متمثلة في تحقيق نتيجة إيجابية على أرض خصمه وتعويض إخفاقه في عقر داره، وهو أمام وضع لا يحسد عليه، خاصة أن الألقاب التي نالها الفريق الموسم الماضي تشكل ضغوطا كبيرة عليه، ويمني نفسه بالحفاظ على المنجزات السابقة وتعزيزها بأخرى، إلا أن ذلك لن يكون في متناول اليد وبالسهولة التي يراها جمهوره، خاصة في مباراة البايرن التي يتطلب فيها أن يحرز هدفين على أقل تقدير لضمان تأهله مع حفاظه على نظافة شباكه، ولن يجد ليوناردو وسيلة أخرى سوى الهجوم المكثف مع تأمين مناطقه الخلفية للحد من خطورة الهجمات المرتدة التي يتميز بها البافاري، ومع ذلك سيجد نفسه في مأزق كبير إذ أن الاندفاع الهجومي ربما يكلفه الكثير، كذلك اللعب بتوازن لن يحقق مبتغاه، لاسيما مع نتيجة المواجهة السابقة التي تفرض عليه البحث عن هدف مبكر وإضافة آخر لتغير حساباته، وقد ينتهج أسلوب 4-3-1-2 بالاعتماد على جوليو سيزار في حراسة المرمى، وفي الدفاع كيفو (ناجاتومو)، لوسيو، رانوكيا، مايكون، وأمامهم ثلاثي الوسط موتا (حسين خرجا)، كامبياسو، زانيتي، وصانع الألعاب شنايدر، وفي خط المقدمة بانديف (كوتينهو)، إيتو، إجمالا المواجهة ستكون مثيرة وصعبة للغاية نظرا لتعقد حسابات الفريقين وطموحهما المشترك نحو التأهل، وإن كان البايرن يتمتع بحظوظ أكبر نظرا لفرصه المتعددة والعوامل الإيجابية المهيأة له. مانشستر x مارسيليا يعيش مانشستر يونايتد موسما استثنائيا، إذ يسير بثبات في استحقاقاته المحلية والخارجية، فهو يتصدر الدوري الإنجليزي ووصل لنصف نهائي الكأس بعد تجاوزه أرسنال (2/0)، علاوة على ذلك يملك فرصة كبيرة في التأهل لربع نهائي المسابقة الأوروبية عندما يستضيف مارسيليا الفرنسي في إياب دور ال16 على ملعب أولد ترافورد، معتمدا على سلاح الأرض والجمهور وكتيبة النجوم التي تزخر في صفوفه، ومدربه السير فيرغسون يعلم مدى الخطورة في المبالغة الهجومية على حساب الدفاع، لاسيما بعد أن أثبت خصمه صعوبته وعناده، ولن تخرج تشكيلته عن الأسماء التي خاضت المواجهة السابقة باستثناء الغياب القصري للنجم البرتغالي لويس ناني بداعي الإصابة العنيفة التي تعرض لها في مباراة ليفربول والتي ستغيبه شهرا عن الملاعب، وسيعتمد فيرغسون على اللاعب فالنسيا الذي قدم مستوى مقنعا أم ارسنال بعد غياب دام 7 أشهر. في المقابل سيحاول ديشامب المدير الفني لمرسيليا، تحقيق المفاجأة من خلال إدراك هدف السبق ومن ثم إغلاق منافذه أمام الزحف الإنجليزي، ويدرك المدرب الفرنسي صعوبة المهمة وتعقدها، إذ سيعمل على استدراج الخصم إلى الأوقات الإضافية لزيادة الضغط النفسي على لاعبيه، إذا فشل في تسجيل هدف مبكر يبعثر أوراق نظيره الإنجليزي، وهو لن يبالغ كثيرا في الشق الهجومي على حساب الدفاع الذي سيجد مشاغلة من روني المتميز وبقية رفاقه، إذ ستكون خطته متوازنة مع الميل للناحية الدفاعية للتخفيف من الضغط المتوقع، ومرسيليا تحسن كثيرا في نتائجه حيث ينافس بقوة على المراكز الأولى في الدوري المحلي، وهو حقق فوزا مهما في الجولة الماضية على حساب رين (2/0) منحته دفعة معنوية إيجابية قبل المواجهة، ويمني النفس في مواصلة حضوره الأوروبي والوصول إلى الأدوار المتقدمة على أمل إعادة الأمجاد الفرنسية الغائبة عن الساحة الأوروبية منذ العام 1993م، عندما توج مارسيليا باللقب على حساب ميلان الإيطالي (1/0).