حملت جولة الذهاب لدوري أبطال أوروبا، مفاجآت من العيار الثقيل ونتائج لم تكن متوقعة، خصوصا مع مقارنة تاريخ الفرق المتواجهة ومسيرتها أوروبيا ومحليا، وجاء سقوط ممثلي إيطاليا روما وميلان وانتر ميلان على أرضهم كأبرز ملامح الجولة التي عكست كل التوقعات من خلال النتائج التي سجلتها، في الوقت الذي تمكنت الأندية الإنجليزية من الخروج بنتيجة إيجابية، إذ نجح ارسنال الإنجليزي من الحد من تفوق برشلونة الأسباني، بتحقيقه فوزا تاريخيا على أرضه ملعب الإمارات بعد مباراة ماراثونية ابتسم فيها الحظ للمدفعجية مع آخر دقائق اللقاء، كذلك تشلسي الإنجليزي الذي حقق فوزا مهما على كوبنهاغن الدنماركي، في حين اكتفى مانشستر يونايتد بالتعادل مع مارسيليا الفرنسي، ولم تسجل الفرق الأسبانية وجودا يذكر بعد أن فشل فالنسيا الأسباني في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور ليخرج متعادلا مع خصمه شالكه إيجابا بهدف لمثله، مؤجلين الحسم لجولة الإياب التي ستكون مفصلية لتحديد هوية المتأهلين، وريال مدريد الأسباني مع ليون سلبا، سبق ذلك سقوط البرشا بالخسارة. في السطور القادمة نلقي نظرة على وضع الفرق وحظوظها في التأهل، بعد انقضاء الجولة الأولى من مرحلة ثمن النهائي. سجلت الفرق الإيطالية حضورا سيئا في جولة الذهاب لدور ال 16، إذ سقطت سقوطا مدويا على أرضها لتضع أكثر من علامة استفهام حول مصيرها في التنافس على التأهل نحو ربع النهائي، ولعل سقوط حامل اللقب انتر ميلان على أرضه وبين جماهيره أمام البايرن ميونخ الألماني كان أكثر النتائج إثارة، وتبدو فرصته ضئيلة في المحافظة على لقبه رغم الأداء القوي الذي قدمه، ذات الحال يسري على ميلان الذي تلقى خسارة مؤلمة على يد توتنهام الإنجليزي، ويبدو أنه سيلقى مصير المواسم الثلاثة الأخيرة، حين فشل في تجاوز الدور ثمن النهائي منذ تتويجه باللقب عام 2007 على حساب ليفربول الإنجليزي، فيما زاد شاختار من سوء وضع روما هذا الموسم، بعد أن أسقطه على ملعب الأولمبيكو (3/2)، بعد لقاء مثير أثبت خلاله الفريق الأوكراني قوته وقدرته على مقارعة الكبار، وسيواجه روما صعوبة حقيقية عندما يخوض لقاء الإياب، خاصة أنه بعيد عن المستوى الذي قدمه عندما تواجه مع الفريق الأوكراني في دور المجموعات خلال موسم 2006 2007 ، حيث حقق فوزا كبيرا على أرضه برباعية نظيفة، قبل أن يخسر إيابا، (صفر 1) .. نتائج سلبية لفرق الليقا فشل ريال مدريد الأسباني في تغيير معادلته مع ليون الفرنسي، حيث خرج متعادلا (1/1)، رغم أن ذلك يعد نتيجة إيجابية بالنظر في واقع مباريات خروج المغلوب، وستكون مواجهة السنتياغو مفصلية لتحديد صاحب الأفضلية نحو الوصول لربع النهائي، في الوقت الذي عجز فيه البرشا عن تأكيد تفوقه على ارسنال الإنجليزي، بعد سقوطه على ملعب الإمارات (2/1)، إلا أن ذلك غير كاف لضمان الوصول لربع النهائي، خاصة مع قوة البرشا على ملعب الكامب نو، وفشل برشلونة في فك عقدته خارج قواعده لأنه لم يخرج فائزا بعيدا عن جمهوره سوى مرة واحدة هذا الموسم، وكانت على حساب باناثينايكوس اليوناني (صفر 3) حين حقق فوزه الأول خارج قواعده من مبارياته الست الأخيرة في المسابقة، والثاني فقط في آخر 13 مباراة، كما أن النادي الكاتالوني فشل في تحقيق فوزه الأول خارج قواعده في الأدوار الإقصائية للمسابقة منذ أن استلم غوارديولا الإشراف عليه عام 2008، ويبدو أن المواجهة المقبلة بين الفريقين ستكون أكثر إثارة ومتعة، لاسيما أنهما يملكان طموحا مشتركا، علاوة على ذلك فإن مواجهة الذهاب أوضحت التقارب الكبير بين أسلوب الفريقين مع تفوق واضح للفرنسي فينغر على نده غوارديولا فنيا، عموما لازالت الفرص متاحة لكليهما، وإن كان البرشا سيواجه معضلة حقيقية في فك تحصينات المدفعجية، فيما عجز فالنسيا عن الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور في المواجهة التي جمعته مع شالكه الألماني الذي أكد أنه عقدة حقيقية للفريق الأسباني الذي لم يتمكن من الفوز على غريمه الألماني خلال المواجهات الثلاث التي أقيمت على أرضه، حيث خرج بالتعادل سلبا خلال موسم 2007 2008 في دور المجموعات ضمن المسابقة ذاتها، و(11) قبلها بعشرة أعوام في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي، وتبدو الأمور غامضة بالنسبة للفريقين في لقاء الرد، إذ إن الحسابات لا تزال قائمة، والفرص متاحة لكليهما لتحقيق التأهل، بغض النظر عن ما آلت إلية نتيجة اللقاء الأول.. تفوق إنجليزي محدود قد يكون تشلسي الإنجليزي الفريق الوحيد الذي تمكن من تسجيل نتيجة إيجابية تخدم حساباته في لقاء الرد، حيث تغلب بهدفين نظيفين خارج قواعده على غريمه كوبنهاغن الدنمركي ستسهل كثيرا مهمته على ملعبه، ويبدو قريبا من التأهل لربع النهائي نظرا للفوارق الفنية بينه وخصمه، في الوقت الذي ثأر فيه ارسنال من السقوط المتكرر له أمام البرشا، وهو واصل عروضه الجيدة على أرضه في المسابقة هذا الموسم، كونه فاز في المباريات الثلاث التي خاضها بين جماهيره خلال الدور الأول، علما أنه لم يتلق أية هزيمة على أرضه في المباريات ال 28 التي خاضها في المسابقة على «ستاد الإمارات» على يد فريق من خارج إنجلترا، فيما سجل مانشستر يونايتد نتيجة تبدو إيجابية بالنظر في فرصته القائمة على ملعب أولد ترافورد، حيث تعادل سلبا مع مارسيليا الفرنسي خارج قواعده، وهو قد حقق الأهم وفق نظرة مدربه الخبير السير فيرغسون، على أمل التعويض في الإياب.