يتكرر نهائي النسخة الماضية على لقب دوري أبطال أوروبا، عندما يلتقي حامل اللقب إنتر ميلان الإيطالي ووصيفه بايرن ميونخ الألماني في ذهاب دور ال16 من المسابقة في نسختها الحالية، في لقاء درامي يتوقع له أن يحظى بإثارة وندية منقطعة النظير، خصوصا أن الفريقين تبادلا النتائج في لقاءاتهما الثلاثة الماضية في ذات البطولة، إذ التقيا في دور المجموعات في نسخة 2007، وتغلب البايرن في المواجهة الأولى ذهابا على أرض خصمه (2/0)، قبل أن يتعادل معه إيابا (1/1)، ورد الإنتر التحية لغريمه في نهائي النسخة الماضية، وسبق للفريقين أن التقيا في كأس الاتحاد الأوروبي 1988/1989، وحقق إنتر ميلان الفوز بهدفين نظيفين على أرضه، قبل أن يسقط بنتيجة (1 - 3) خارج قواعده، ويتوقع أن تظهر المواجهة بأداء فني يليق بسمعة الفريقين اللذين يجمعهما تنافس أزلي وتاريخي. وفي المواجهة الثانية يستضيف مارسيليا الفرنسي غريمه مانشستر يونايتد الإنجليزي على ملعب فيلودروم، في لقاء أول بالنسبة لهما في الأدوار الإقصائية، وسبق لهما أن التقيا مرتين في نسخة عام 2000، حيث تغلب المان يونايتد في معقله (2/1)، ورد مارسيليا الدين في مواجهة الذهاب (1/0)، وستكون المواجهة الحالية بينهما في إطار تأكيد التفوق وفرض النفوذ، خاصة أن التاريخ لا يشهد بتفوق أحدهما خلال لقائهما السابق، مما يوحي بمواجهة مثيرة وقوية من العيار الثقيل. إنتر ميلان × بايرن ميونخ سيواجه إنتر ميلان تحديا جديدا في طريق حفاظه على لقبه، خاصة أن غريمه الحالي هو ذاته الذي واجهه على نهائي البطولة الماضية، وبالنظر في مشوار الإنتر هذا الموسم نجد تذبذبا في مستواه إبان إشراف الأسباني رافائيل بينيتز، إلا أن الوضع تغير تماما عندما تولى البرازيلي ليوناردو أراوجو مهام الإشراف الفني له، حيث تحسنت نتائجه تدريجيا، إذ يحل ثالثا في الترتيب العام للكالتشيو، وتمكن من الوصول لنصف نهائي الكأس في مواجهة روما، وقاريا تأهل الفريق ثانيا عن مجوعته بعد أن جمع عشر نقاط، وبسجل تهديفي متواضع، إذ تمكن من تسجيل 12 هدفا مقابل 11 هدفا ولجت مرماه، الأمر الذي يكشف عن تواضع خطوط الفريق بالرغم من الأسماء التي تزخر بها، ومع المدرب الجديد ليناردو تغير الأداء إلى الأفضل، وأضحى الفريق يقدم مستوياته المعروفة عنه، ومن المتوقع أن ينتهج أسلوبا متزنا باعتماده طريقة 4-3-1-2، ويبرز في صفوف الفريق الكاميروني صامويل ايتو الذي يملك في رصيده سبعة أهداف في المسابقة، إلى جانب الإيطالي باتزيني الذي يملك ثلاثة أهداف، والهولندي ويسلي شنايدر صاحب الهدفين، وسيفتقد الفريق خدمات مهاجمه الأرجنتيني مليتو صاحب الثنائية في مرمى البايرن في نهائي النسخة الماضية، المدرب أراوجو يدرك خطورة موقف فريقه وقوة خصمه، لذلك لن يغامر بفتح اللعب، خصوصا وهو يعي أهمية الحسابات في هذه المرحلة التي تمثل اختبارا حقيقيا لقدرته في انتشال الإنتر ومواصلة إنجازاته. في المقابل واصل البايرن تفوقه خلال السنوات الماضية، أو بالأحرى منذ تولي لويس فان غال المهمات الفنية له في العام 2009، إذ بلغ نهائي النسخة الماضية، علاوة على ذلك فإنه وصل لنصف نهائي الكأس، إلا أن موقعه في سلم الترتيب العام، لم يرض طموح أنصاره، حيث يحل ثالثا بفارق 13 نقطة عن المتصدر، فيما قدم الفريق نفسه قاريا بشكل قوي، إذ تصدر مجموعته برصيد 15 نقطة، وبسجل تهديفي جيد، برصيد 16 هدفا هزت شباك خصومه، وستة أهداف ولجت مرماه، ويعتمد مدربه على خطة 4-2-3-1، بتكثيف منطقة الوسط والاعتماد على الأطراف والمهاجم الوحيد في العمق الهجومي، وهو يعتمد على نخبة من اللاعبين يتقدمهم الهداف ماريو غوميز الذي يحمل في رصيده ستة أهداف، إلى جانب باستيان شفاينشتايغر وبلال ريبيري وتوماس مولر والذين يملكون هدفين في رصيد كل منهم، وعادة يظهر الفريق كتلة واحدة خلال الهجوم والدفاع، وهو ما ميز الفريق الألماني خلال السنتين الماضيتين، ومن المتوقع أن لا يبالغ فان غال في خطته الهجومية، إذ سيعمل على استدراج الإنتر إلى موقعة الإياب التي ستقام على أرضه، وذلك بتحقيق نتيجة إيجابية في السان سيرو على أقل تقدير التعادل، لتسهيل مهمة الرد. مارسيليا × مان يونايتد يحتضن ملعب فيلودروم المواجهة الثالثة بين الفريقين في هذه المسابقة، مارسيليا صاحب الأرض قدم مستويات جيدة هذا الموسم بقيادة مدربه ديشامب، حيث يأتي ثالثا في ترتيب الدوري الفرنسي، سبق ذلك تأهله بجدارة واستحقاق كثاني مجموعته أوروبيا، حيث جمع 12 نقطة، بسجل تهديفي جيد، حيث تمكن من تسجيل 12 هدفا مقابل ثلاثة فقط ولجت مرماه، وهو يسير بخطى ثابتة بالنسبة لمستواه، حيث وجد ضالته في مدربه الفرنسي، وأضحى يقدم مباريات قوية قارع من خلالها أعتى فرق القارة العجوز، ويأمل في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية تخدم حساباته في الرد، وهو يعي جيدا خطورة وتمرس خصمه في هذه البطولة، إلا أنه سيعمل على تعطيل مفاتيح القوة فيه، وسيعتمد مدربه على خطة متوازنة دفاعا وهجوما، وهو يعتمد على نخبة مميزة من اللاعبين يتقدمهم هداف الفريق في هذه البطولة اندري جينياك الذي يحمل ثلاثة أهداف في رصيده، بجانب لوتشيو غونزاليس وبرانداو ولويك ريِمي والذين يملكون هدفين لكل منهم في المسابقة إلى الآن، إجمالا الفريق مهيأ لتسجيل نتيجة إيجابية على أرضه شريطة أن يضع مدربه التكتيك الذي يكفل له ذلك. في المقابل يأمل المان يونايتد الخروج بنتيجة إيجابية تخدم حساباته في الرد، والفريق تأهل لهذا الدور بجدارة واستحقاق، من خلال تصدره مجموعته ب14 نقطة، إلا أنه اكتفى بتسجيل سبعة أهداف فقط، مقابل هدف وحيد في مرماه، والفريق يتميز بثبات مستواه الفني بقيادة السير فيرغسون، وهو يتصدر الترتيب العام للدوري المحلي، إلا أنه فشل في الاستمرار في بطولتي الكأس ورابطة الأندية المحترفة، إذ ودع من الأدوار الأولية بخيبة أمل لأنصاره، وبرغم ذلك فإن الحالة المعنوية للاعبين لم تتأثر جراء ذلك، كون الموسم لم ينته بعد والتعويض لا زال متاحا في البطولتين الأهم بالنسبة له، الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، لذلك لن يفرط بسهولة في نتيجة لقاء مارسيليا كونه يعني الكثير بالنسبة له، خصوصا في لقاء الرد الذي سيقام على ملعبه وبين جماهيره، وفيرغسون يعتمد على تشكيلة تقريبا شبه ثابتة في مجمل مبارياته، حيث يظهر جل اعتماده على الإنجليزي روني في خط المقدمة، إلى جانب ديميتار برباتوف وريان غيغز وبارك سونغ، وغيرهم من نجوم الفريق، إجمالا المباراة ستكون قمة الإثارة، نظرا للطموح المشترك بين الفريقين، بغض النظر عن الفروقات الفنية التي تصب في مصلحة الفريق الإنجليزي، إلا أن ذلك لا يلغي طموح الفريق الفرنسي الذي أكد تمرسه في هذه البطولة، ويمني النفس في مواصلة المشوار نحو الأدوار المتقدمة.