توجد ثلاث نقاط في حياة الإنسان على هيئة مثلث، وهذه النقاط الثلاث تتوزع من البحث الدؤوب للإنسان عن المال والسلطة والشهوة. يبدأ الإنسان العادي مشروعه التنموي في البحث عن المال وإذا حصل على المال، فهو يحاول استخدامه في شراء السلطة أو لنقل الوجاهة في حدود بريستيجها البورجوازي من النوع المتوسط، وإذا حصل على الوجاهة، فهو يريد تطويرها على أمل أن تصبح سلطة، وإذا لم يحصل على وسام اللورد بتفاصيله البريطانية الملكية، فهو قد يتخذ تدابير من خلال المال لحصوله على الباشوية بطابعها المصري. ومن بعد ذلك فالشهوة قد تدفعه قليلا قليلا للتخلص من امرأته على أمل استبدالها ببنت الباشا، لكن هناك فئة أخرى لا يبحثون عن المال لأنهم ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب كأن يكونوا عيال ناس من طراز يختلف عن عيال أناس آخرين. ومن هنا فالمال لا يضيف إليهم الكثير ومع ذلك فهم يريدون المزيد منه لتعزيز الباشوية بوصفها تستقطب المال، فإذا حصلوا على المزيد، فهم من خلال المزيد يريدون المزيد من الشهوات وصولا إلى مرحلة الاستعلاء اعتقادا منهم أن الحقوق الوهمية للاستعلاء تضعهم فوق كل الناس. ويمكننا أن نتعلم من القرآن الكريم قصتين إحداهما تمس النمرود بن كنعان ببعض من تفاصيل بحثه عن البعد الرابع.. وقصة البعد الرابع في حياة هذا الإنسان تبدأ من اعتقاده أنه يستطيع أن يحيي ويميت أمام سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، وعندما طلب منه سيدنا إبراهيم أن يأتي بالشمس من المغرب لأن الله يأتي بالشمس من المشرق، بهت النمرود بن كنعان في حواره مع أبي الأنبياء، غير أن فرعون كان له وجه كالح، فقد وصف ذاته أمام الناس أنه ربهم الأعلى، وهذا معناه أنه كان شخصية مطورة من حكاية النمرود بن كنعان وطبعا فكلمة الأعلى تدل على أنه كان عاليا في الأرض ولا يجلب الاستعلاء معه غير الفساد. واللهم اكفنا شر الفساد معتقدا وعملا وقولا وفكرا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة