بعض القنوات الفضائية تثير المشاكل وهي تؤلب الشعوب ضد الحكومات ولذلك يستاهل ما يلقاه طاقم العمل من ضربات تحط فوق رأسه من جانب رجال المحسوبين على النظام الحاكم، وإذا صادروا أدوات البث التي يستخدمونها فذلك أقل عقاب يمكن لأطقم العمل الإعلامي الحصول عليه، لأنهم يقفون أمام المشاكل والمظاهرات التي تواجهها الحكومات من أبناء الشعب وعيال الناس.. إذا قلنا ما حدث في تونس كان صدفة وقد تلاعب الشيطان ذات مرة بعقول الشباب من بعد صبر طال عليه الأمد ربع قرن، فماذا يمكن لنا أن نقوله عن شباب مصر ممن ولدوا بالملايين متعبين وعاشوا بالتقسيط متعبين ولكنهم خرجوا باندفاع من غير أن يكونوا محسوبين على نظام سياسي ولا حزب بقيادة الشيطان. إنهم يريدون إيهامنا أن القنوات الإعلامية تقف وراء مشاكل الناس بدءا من البطالة وانتهاء بالفقر والجهل وانعدام الدواء في مخازن الصحة العامة، وما يزيد الطين بلة أن خبراء الإعلام الرسمي جهويا لا يريدون حجب الحقائق وإنما يريدون صناعة واقع لا أساس له من الصحة، فالزمان تغير كثيرا، وقد أنتج منذ الثمانينيات جيل جديد لا يعترف بالتأجيل ولا بأنصاف الحلول. هذه هي الحقيقة ولا يعتبر الإعلام أكثر من مجرد ناقل يتعهد بتغذية وتحديث المعلومات. الحقائق موجودة بطي المنشورات منذ زمان بعيد، ولكن تلك المنشورات لمجرد انتقادها سياسة الدولة فقد كانت تكفي لإرسال أصحابها ومن حولهم إلى جهنم الدنيا ومن بعدها ربما يخرج المتهم بقراءة أو حمل المنشورات فسوف يكون محظوظا إذا عرف الطريق إلى الدار. الآن تغير الزمان ورفض العقل العربي الملاحقات السياسية لأتفه الأسباب، وصارت المنشورات السياسية تتخذ من الهواء طريقا ملاحيا تبث في كل الاتجاهات عن طريق الرؤية الحية وعن طريق الاستماع وبالتالي بات قدر الإنسان أن يرى ويتفرج وهو غير مدان من الأساس بتهمة أنه رأى أو سمع أو إذا تحدث ماذا قال... هذا عصر المعلومة ولا يمكنك حجب شاردة ولا واردة عن سقوطها أمام أعين الناس.. لقد انتهى عصر الملاحقات وسوف يكون كل ظالم محظوظا ما لم يطرده الناس من حياتهم إلى الأبد كما سبق له طرد النوم من عيون الناس لجيل ونصف قرن من الزمان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة