نجحت إدارة نادي الوحدة الحالية في كيفية التعاطي مع تحقيق حلم الوصول إلى نهائي كأس ولي العهد، حينما وضعت الفريق أمام خيارين لا ثالث لهما قبل أسبوع، إما الفوز على الاتفاق في الدوري أو في الكأس، وهنا كان الاختبار الحقيقي عبر مباراة الكأس التي ستنقل الوحداويين إلى عهد جديد، فأراحت الإدارة سبعة لاعبين عن مواجهة الدوري أمام الاتفاق الذي كسب المباراة وبالثلاثة كجزء من خطة المواجهة في نصف نهائي كأس ولي العهد مع التفاف جماهيري وشرفي غير مسبوق، ربما هي المرة الأولى التي يضع فيها الوحداويون مشكلاتهم على الرف مؤقتا والتفرغ للعمل المثمر والبناء الذي رسم البسمة على وجوه كافة الشرائح الوحداوية. «عكاظ» رصدت تفاصيل وصول فريق الوحدة إلى المباراة الختامية لكأس ولي العهد، وكيف تعامل الجميع قبل وبعد مواجهة الاتفاق التاريخية التي أعادت فريق الوحدة لواجهة المنافسات على البطولة من جديد بعد نحو نصف قرن. في البداية، أكد رئيس أعضاء الشرف أجواد الفاسي أن وصول فريق الوحدة للمباراة الختامية لكأس ولي العهد لم يأت من باب الصدفة أو بمشاركة عامل الحظ، بل جاء نتيجة عمل صحي كان مفقودا في الوحدة منذ سنوات طويلة وهو ما كنا نطالب به؛ مثل أن تكون الإدارة منتخبة لمدة أربع سنوات كما هو حاصل اليوم؛ حتى تستطيع أن تعمل للمستقبل وتتخلى عن الحلول الوقتية التي كانت تتبع في إدارات التكليف، وذلك من أجل ضمان استقرار العمل الإداري وتنفيذ خطط مستقبلية ترمي إلى منافسة الفريق الأول والألعاب الأخرى على البطولات، وقيام مجلس الشرف بدوره على الوجه المطلوب وتنقية كل الأجواء ومساعدة إدارة النادي قدر المستطاع، كما أنهى المجلس الحالي غالبية المشكلات التي كانت تبعد وتفرق أركان البيت الوحداوي، وعودة الجماهير الوحداوية إلى المدرجات من جديد نتيجة الاستقرار الإداري والشرفي وغياب المشكلات عن أجواء البيت الوحداوي، وأصبحت الأمور مواتية لتحقيق حلم طال انتظاره، فبعد وصول الفريق إلى ربع النهائي تكاتف أعضاء الشرف يدا واحدة وقدموا كل التسهيلات لجماهير النادي التي لبت النداء فوجدت كل شيء ميسرا لها، وأضاف الفاسي أن الأيام المقبلة سوف تشهد اجتماعات متتالية لأعضاء الشرف مع مجلس الإدارة وبمشاركة الجماهير الوحداوية، وذلك من أجل وضع بانوراما عمل متكامل ومتنوع لإظهار الفريق بالمظهر اللائق الذي يليق به كفريق طرف في نهائي كأس ولي العهد. من جانبه، أشار نائب رئيس أعضاء الشرف زياد فارسي إلى أن هذا الانتصار المستحق لفريق الوحدة خطط له بعناية من قبل إدارة النادي، حيث كنا في اجتماعات متواصلة، ورأينا جميعا أن نضع هذه المواجهة في حساباتنا ونريح بعض اللاعبين المصابين في مواجهة الاتفاق في دوري زين حتى يكتمل شفاؤهم؛ لأننا أمام فرصة لا تعوض من أجل إعادة فريقنا إلى ذاكرة التاريخ، الوحدة على قيد الحياة تمرض ولا تموت، وكانت في السابق تقاوم قسوة الظروف وضاعت بين شتات أبنائها والفقر المالي والفني، وحينما وجدت التخطيط السليم في إعادة صياغة خطوط الفريق بكوكبة من الشباب واستقطاب محترفين من المغرب على قدر عال، والتفاف كل محب لها من أعضاء الشرف والجماهير دبت الحياة من جديد وأصبحنا نمتلك إدوات المنافسة على الوصول إلى النهائيات. واعترف عدد من قدامى الوحدة بأن الجيل الحالي هو الجيل الذهبي للوحدة والقادر على حمل الكؤوس مجددا؛ لأنه يمتلك كل الأدوات الفنية، حيث يقول حسن دوش «لقد انبهرت بالأداء الجماعي والتكتيك والروح القتالية العالية داخل الملعب، فهناك حركة دائبة وإيقاع لا يهدأ منذ بداية المباراة، وهذا الجيل قادر على كسب البطولات إذا وجد العناية والمتابعة من قبل كافة الشرائح الوحداوية»، أما دخيل عواد فيقول «إنه من الظلم أن يخرج هذا الجيل من مسابقة الموسم بدون أن يضع له بصمة تاريخية، فقد شاهدنا فريقا متجددا في كل شيء بما فيها الروح التي ظلت غائبة سنوات طويلة وكانت الروح الانهزامية تتسيد الأجواء، وأقولها وبكل صراحة آن للوحداويين أن يرفعوا رؤوسهم فخرا بهذا الجيل، ولكن مع وقفة كل الرؤوس الوحداوية خلف هذا الجيل الذي أصبح لديه القدرة الفنية على انتزاع البطولات». من جهته، سجل مدرب الوحدة مختار علي مختار نفسه كأول مدرب يعيد فريق الوحدة إلى ساحة البطولات بعد نحو نصف قرن وهو ما عجز عنه مدربون أوروبيون وعرب تعاقبوا على الوحدة طيلة السنوات العجاف الماضية، ورفض مختار أن تطلق عليه تسمية أول شخص يقود الوحدة إلى نهائي بعد سنوات طويلة، مؤكدا بأن الإنجاز ينسب إلى الكوكبة التي عملت مع الفريق من إدارة وجهاز فني ولاعبين فكل شخص أتقن الدور الذي أوكل إليه وهذا شيء طبيعي، فمن العدل حينما يتقن شخص عمله فلا بد أن يحصد ثمار هذا العمل المخلص، ونحن في الوحدة اليوم نحصد ثمار عمل امتد لأكثر من عدة أشهر كنا نعمل ونخطط من أجل تقديم عمل مفيد ومثمر وحينما لاحت الفرصة أمامنا تعاملنا معها بشكل صحيح.