الشعب السعودي كله كان على يقين الجمعة الماضية ألا فوضى، وأن اليوم المبارك سيمر ككل الجمع المفعمة بالإيمان والسكينة. عندما قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية البارحة الأولى من الرياض «أهنئ قيادة هذا الوطن بشعبه رجالا ونساء، كبارا وصغارا، على وقفتهم الأبية الكريمة الوفية»، كان ينقل رسالة الجميع قيادة وشعبا بالتهنئة على التلاحم، الاستقرار، والقيادة الواعية. إن الوعي والوفاء الذي ثمنه نايف بن عبد العزيز حمله الشعب السعودي منذ عشرات السنين، ولم يكن في ذهنه أن يتخلى عنه في لحظة تناثرت فيها رسائل خبيثة أطلقها مغرضون من صفحات التواصل الاجتماعي. الشعب أكبر من دعوات مغرضة على صفحات المواقع الإلكترونية. الوعي أقوى بكثير من سموم الحاقدين. البارحة الأولى أبان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء «أن بعض الأشرار أرادوا أن يجعلوا من السعودية مكانا للفوضى والمسيرات الخالية من الأهداف السامية، ولكنهم أثبتوا أنهم لا يعرفون شعب السعودية، إنه شعب واع، شعب كريم، شعب وفي، لا تنطلي عليه الافتراءات، إنه يعرف نفسه». صدق نايف.. إن الشعب يعرف نفسه، ويعرف أن العلاقة الطويلة مع قادته لا يمكن أن تؤثر فيها أصوات مختبئة في الظلام. لقد مرت على المملكة أحداث عصيبة على مدى التاريخ، وكان الشعب دوما إلى جانب قيادته، لم يتخل قط ولم تزحزحه عن مكانه الأثير إلى نفسه الدعوات المغرضة. الجمعة الماضية، ترقب العالم كله كيف سيكون عليه الوضع في المملكة، وخصصت القنوات الفضائية الأجنبية ساعات طوالا من بثها للحديث عما يمكن أن يحدث في المملكة ويتوهم البعض حدوثه ويمني البعض الآخر أنفسهم بحدوثه، وأتت جمعة السكينة وإثبات الوعي لتقطع برامج البث الأسود، مطلقة برنامجها الخاص من كل مناطق المملكة؛ فرحا وولاء ووعيا طويلا. نعم يا نايف بن عبد العزيز صدقت حين قلت «لقد أثبت شعبنا للعالم كله أنه في قمة التلاحم مع قيادته، أمة واحدة، متمسكين بدستورهم كتاب الله وسنة نبيه»، لنقول نحن جميعنا من بعد ذلك «لا يهمنا المغرضون بقدر ما يهمنا تمسكنا بقيمنا ومبادئنا»، وحين شكرت الشعب، أكد الوطن كله «الموقف واحد لن تبدله السنون». إن التمسك بالأمن والاستقرار لم يكن بحاجة إلى من يختبر صلابته، لكنه ظهر ليدهش العالم كله ويعطي صورة هي للمستقبل أكثر منها للوقت الراهن، عنوانها الأبرز أن الشعب أضخم بمراحل من محاولات العبث، وأن العلاقة بين الشعب السعودي وقيادته أمتن كثيرا.. كثيرا من دعوات الفتنة والتخريب. كل كلمة عبر عنها الأمير نايف كانت صادقة، فهو الرجل الذي خبر معدن الشعب ولمس مدى التصاقه بأرضه في كل التجارب التي مرت بالمملكة. صدق رجل الدولة وانعكس يقين الشعب أمنا واستقرارا وولاء.