خيب الشارع السعودي تطلعات وأماني وأوهام دعاة الفتنة الذين دعوا إلى مسيرات وتجمعات في ما أسموه يوم الغضب، وأدرك السعوديون أن أهدافاً مشبوهة وراء تلك الدعوة التي لا تخدم مصالح سوى مطلقيها إن كانت جهات أو أفرادا تغذيها كيانات إقليمية كبرى في المنطقة. وعلمت «عكاظ» أن أحد دعاة الفتنة والتحريض الذي يتخذ من بلد أوربي مقراً له، التقى مسؤولين استخباراتيين في دولة إقليمية آسيوية استخدموه بوقا، في محاولة يائسة لتحريض المجتمع السعودي وإثارة الفتنة بين أفراد الشعب وقيادته. هدوء تام ميدانياً، بدا شارع العليا العام في العاصمة الرياض أمس، وبالتحديد في المنطقة المحاذية لديوان المظالم أمس أكثر هدوءا من بقية أيام الأسبوع، وعزز ذلك وجود أمني ومروري مكثف لتنظيم حركة السير على طول الطريق الواصل بين مركز المملكة التجاري ومجمع الفيصلية، وهما الموقعان اللذان عادة ما يقصدهما المتسوقون في نهاية الأسبوع للتبضع، وقضاء يوم مع أسرهم. تدابير أمنية في ظروف كهذه، كان لزاما على أجهزة الأمن اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالمحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم والممتلكات العامة وضبط النظام في الشارع، إلى جانب تنظيم حركة السير بشكل انسيابي تجنبا للإرباك المروري، لكن شيئا مما أراده المحرضون على التظاهر لم يحدث، وسارت الأمور بشكل اعتيادي بفضل وعي المواطن وحرصه على سلامة وطنه من تداعيات الفوضى التي يحض عليها دعاة الفتنة والتحريض. وفي حالات كتلك، عادة ما يتدافع صغار السن من المراهقين والمتطفلين إلى التجمع حبا في الاستطلاع، لكن هؤلاء أيضا لم يكن لهم وجود على الإطلاق، وعيا منهم بما تنطوي عليه التجمعات من نتائج مؤسفة وهو ما لم يحدث. الثمامة متنزهاً وشهدت منطقة الثمامة، شمالي مدينة الرياض حيث يقضي الأهالي عطلة نهاية الأسبوع في متنزهاتها ومخيماتها واستراحاتها، إقبالا لافتا من المواطنين الذين تجاهلوا كلية الدعوة إلى التظاهر، وصادف أن تزامنت عطلة نهاية الأسبوع مع هطول أمطار متفرقة، بعد يوم غابر شهدته المدينة أول من أمس. وتحدثت «عكاظ» مع عدد من المواطنين الذين أبدوا رفضهم القاطع لدعوة التجمع في الشارع بأي شكل، وأيا كان الهدف. وقال المواطن فهد الفريح «نرفض الفوضى وغوغائية الشارع، فليبحث مثيروها عن غيرنا». لا شيء نخفيه وجالت «عكاظ» في طريق العليا العام والشوارع المتفرعة منه، ولم يلاحظ أي ازدحام مروري، بل كانت الأمور تسير بشكل حسن، بفعل التواجد الأمني المكثف الذي سبق صلاة عصر أمس. وتعامل رجال الأمن بصورة حضارية مع عابري طريق العليا العام، في الوقت الذي أتيحت فيه الفرصة للمراسلين المحليين والأجانب ومصوري وكالات الأنباء والفضائيات لنقل الصورة في الشارع كما هي دون نقص أو زيادة، وهنا يقول مسؤول حكومي ل«ليس لدينا ما نخفيه، وعلى رجال الإعلام أن ينقلوا ما يشاءون بموضوعية وصدق».