تمثل أسرة سنيد التي تسكن في قرية العرادية 250 كلم جنوبي حائل، حالة إنسانية نادرة، ومعاناة حقيقية للألم والحزن، نتيجة أن ثلاثة من أبنائها معوقين إعاقة كلية، والأسرة بجميع أبنائها تعيش في غرفة واحدة تتوسطها مدفأة واحدة قديمة لا تحميهم من زمهرير الشتاء القارس! وكشفت زيارة «عكاظ» لأسرة سنيد في منزلها المتهالك، أن الأبناء الثلاثة مصابون منذ ولادتهم بشلل كلي في الأطراف العلوية والسفلية، فيما بدا أنه مرض متوارث في الأسرة! يقول رب الأسرة الذي يعول 16: إن أول أبنائه المعوقين اسمه «مسند» يبلغ من العمر 27عاما، ويليه في الترتيب أخوه «عبد الله» 24 عاما، ثم «عبد الرحمن» وهو في الحادية عشرة من عمره! وثلاثتهم لا يمشون على أقدامهم وهم بحاجة إلى عربات كهربائية لتسهيل تنقلاتهم، بعد أن تهالكت العربة الوحيدة الموجودة والتي في كثير من الأحيان تتعطل وفي حاجة إلى إصلاح. يصمت وتغرق عيناه بالدموع التي يكففها بيده ثم يواصل قائلا: رغم تقدمي في السن 60عاما، ورغبة في تهيئة الظروف النفسية لهم وفي ظل وجود عربة واحدة فقط، اضطر لحملهم فوق كتفي أتنقل بهم من منتزه لآخر حتى أبعدهم وحسب نصائح الأطباء عن الأجواء التي قد تصيبهم بالاكتئاب، ويشير إلى أن ما يتقاضاه من الضمان الاجتماعي هو مبلغ بسيط لا يفي بتوفير أبسط احتياجاتهم.