لم تكن الملابس الثقيلة التي اضطر جمهور مباراة الهلال والنصر لارتدائها أمس وهو يتابع المواجهة في ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض هي العلامة الفارقة الوحيدة في طقس (زمهريري)، قاربت درجة حرارته ال10 درجات مئوية فقط مصحوبة برياح باردة سرعتها 22 كيلو في الساعة، بل رافقتها علامة أشد قسوة تمثلت في دفع بعض الأسر الآسيوية لأطفالها لبيع شعارات الناديين في المناطق المحيطة بالملعب دون شفقة من برد، ودون مراعاة لنداءات حقوق الإنسان التي تمنع تشغيل الأطفال في سن مبكرة "وهو أيضا ما يتضمنه نظام العمل الذي حدد السن القانونية لعمل الأطفال ب15 عاما". ورصدت "الوطن" عددا من المشاهد التي كشفت عن تجاوزات عدة متعلقة باستغلال الطفولة، فيما حرص آباء على اصطحاب أبنائهم لمتابعة المباراة، بعدما احتاطوا لأنفسهم ولأبنائهم بملابس داكنة وثقيلة تلائم الطقس البارد وتحد من آثاره المتعبة. وأكد المشجع النصراوي عاضه البقمي الذي حضر مبارة أمس، وذلك في أول مناسبة كروية يحضرها في ملاعب الرياض مع أبنائه الذين انقسموا بين الهلال والنصر كحال ابنه عبدالرحمن (هلالي) وعبدالإله (نصراوي)، وقال "حضرت مع أبنائي من الدمام لزيارة الأقارب خلال الإجازة المدرسية، ورأينا أن نستثمر الفرصة بحضور أهم لقاءات الديربي". وأكد البقمي أنه ترك لأبنائه حرية اختيار المدرجات لمؤازرة الفريقين، مؤكدا على أن الأهم أن يقضي الجميع وقتا ممتعا، وألا يضيعوا نقطة التجمع، وهي المكان الذي أوقفوا فيه سيارتهم عقب انتهاء المباراة التي دخلوا ملعبها منذ العصر. في مكان آخر تواجد 8 مشجعين انقسموا بين الهلال والنصر مرتدين أنواعا من الألوان التشجيعية، وكان بينهم نور سعيد الذي قاد المجموعة التي قدمت من مكةالمكرمة لحضور اللقاء، مؤكدا على أنه وزملاءه عبدالعزيز عبدالحق وفيصل أبو بكر ويونس حسين فوجئوا ببرد الرياض القارس، وبالرياح الشديدة في مواقف السيارات. من جانبها تابعت الجهات المختصة المعنية حركة الجماهير خوفا من لجوء الجماهير لإيقاد النيران للتدفئة حول الملعب، فيما لجأ الجمهور للمشروبات الدافئة كحل بديل يستمدون منه الدفء.