كشفت الجمعية الخيرية لتأهيل المعاقين في المنطقة الشرقية، أن نسبة الأطفال الذين يخضعون إلى العلاج الطبيعي، بسبب الحوادث المرورية، تصل إلى 25 في المئة. وأوضحت اختصاصية العلاج الطبيعي في الجمعية سارة السنان، ل«الحياة» أن «80 طفلاً يأتون يراجعون قسم العلاج الطبيعي أسبوعياً، للحصول على العلاج، أغلبهم بسبب حوادث مرورية تعرضوا لها». وأشارت السنان، إلى الزحام الذي واجهه قسم العلاج الطبيعي والنطق أدى إلى «إيجاد آلية لتغطية أعداد المراجعين كافة، وعلاج الأطفال الذين قد يأتون من مناطق بعيدة»، موضحة أنهم «يحتاجون إلى مهارات تدريبية، حتى لا تتفاقم حالاتهم، وتصل إلى إعاقات شديدة، والنسبة المتبقية هي إعاقات خلقية، لأسباب متعددة. ويتم التعامل مع كل حالة بحسب التشخيص العلاجي»، مبينة أن الاعتماد الرئيس يكون على «التمارين الرياضية، لعلاج المشاكل الجسدية والعضلية». وذكرت أن «الجمعية بدأت في توفير تمارين تطوير المهارات، وإيجاد طرق علاجية جديدة، عبر أجهزة متطورة، تساعد المعوقين على مرونة العضلات والمفاصل، خصوصاً الذين تعرضوا إلى حوادث مرورية، وأصيبوا بشلل دماغي، إذ يتفاقم وضعهم مع مرور الوقت، وقد يصل إلى تشوه، أو التواء في المفاصل والعظام، نتيجة زيادة التوتر العضلي المستمر، فيما يكون التحسن تدريجياً. إلا أن تأهيل الاختصاصيين يساعد على التخلص من المشكلات، إضافة إلى التعرف على تطوير المهارات، لأن الطفل يحتاج إلى مساعدة وتدريب تحت إشراف اختصاصي العلاج الطبيعي». وأشارت رئيسة قسم العلاج الطبيعي في الجمعية أمينة العباس، إلى أن عدد من الحالات التي ترد إلى القسم سبب إصابتها «زواج الأقارب، ونقص الأوكسجين في الدماغ، الذي ينجم عن الأخطاء الطبية وحدوث عسر أثناء الولادة، ما يحمل طبيبة النساء والولادة مسؤولية كبيرة، فهي التي تقيم حال الأم في حال التعسر، وسرعة البت في اللجوء إلى عملية قيصرية، للتقليل من احتمالات الإصابة بإعاقة قد لا يظهر بعضها إلا بعد بلوغ الطفل عمر شهرين، وآخرون تظهر إعاقات فور ولادتهم». وأوضحت أن الأطفال المعوقين نتيجة الحوادث المروية يتم «التعامل معهم ضمن آلية علاجية معينة، حتى لا تتفاقم الحالة، وتزداد سوءاً». وحول أساليب علاج الأطفال، أشارت العباس إلى «وجود ثمان اختصاصيات يستقبلن نحو 12 طفلاً يومياً، ويتم تأهيلهم والتعرف على أسباب الإعاقة، للتعامل معهم بالأساليب والمهارات الحديثة». وذكرت أن من ضمن العلاج الذي يقدم «اللجوء إلى دور الإرشاد والتأهيل الأسري»، مشيرة إلى إحدى الأمهات التي «تتردد على القسم، وتعاني من ضغط نفسي، لإنجابها ثلاثة أطفال معوقين، بسبب وجود قرابة شديدة بينها وبين زوجها»، مضيفة أن «هذه الأم كادت أن تفقد عقلها بسبب الاكتئاب الذي أصيبت به. ونحن بدورنا نلجأ إلى اتباع أساليب توعية وتأهيل، عبر جلسات متتالية للتخلص من الأعراض النفسية، لتصبح الأم قادرة على التعامل مع طفلها المعوق».