ضاقت به السبل، فاتخذ من ميدان الجواد الأبيض مسكنا له ولأسرته الصغيرة بعيدا عن مطالبات الملاك بقيمة الإيجار وقرع الباب بحثا عنه، ليختار ميدان الجواد الأبيض (شمالي جدة) مسكنا له. وتجتهد الأم بجمع الغسيل على حبال ربطت بتماثيل السفن الجامدة حتى يحين موعد عشائهم المجهول الذي تمر بعض الليالي دون الحصول عليه، مفترشين سفينة الأحلام الراسية وسط اليابسة. يروي إبراهيم الشهري قصة وجعه قائلا «عندما استلمت قرار طي قيدي لم أكن أتوقع أن يصبح راتبي التقاعدي 1876 ريالا، فكان لزاما علي إعالة أطفالي ومنعهم من سؤال الناس، فقررت شراء سيارة أنقل عليها الركاب لأؤمن لهم قوت يومهم، الأمر الذي أوصل المخالفات المرورية إلى 58 ألف ريال». ويستطرد الشهري «تسببت هذه المخالفات في عزلي عن العالم الخارجي وكثيرا ما حرمت من إنجاز معاملاتي الحكومية أو الاقتراض من البنوك، ما يعني أنني سأظل تحت طائلة الديون». وزاد «أصبحت حياتي جحيما لا يطاق فلم أجد بدا من أن أسكن وأسرتي في هذا الميدان، إذ إن راتبي التقاعدي لا يتجاوز ال1900 ريال في حين حصلت زوجتي وطفلاي على مبلغ 1400 ريال، ومجموع هذه المبالغ لا يكفي لتلبية احتياجاتنا اليومية، فضلا عن الإيجار الشهري وفواتير الكهرباء والمياه وقسط السيارة التي سرقت لاحقا».