أبدى الزعيم الليبي معمر القذافي أمس استعداده لمناقشة «أي واحد» من تنظيم القاعدة في بلاده، مستدركا «إنهم لا يناقشون»، مؤكدا أن عددهم محدود في ليبيا و «شعارهم قتل ... قتل ... قتل». وقال إن ليبيا تفتح أبوابها لإجراء تحقيق دولي، زاعما أن الأممالمتحدة اتخذت قرارات بناء على تقارير كاذبة. وتساءل القذافي في خطاب خلال احتفال سياسي عن كيفية اتخاذ الأممالمتحدة قرارات بناء على أنباء كاذبة مائة في المائة. وأعلن أن ليبيا يجب أن تحقق في الأحداث كلها ابتداء من البيضا إلى بنغازي، وهما مدينتان في شرق البلاد يسيطر عليهما المناهضون له. وأنحى باللائمة في الاضطرابات على تنظيم القاعدة والعصابات المسلحة. وأعلن مناهضو الزعيم الليبي أنهم استردوا سيطرتهم على بلدة البريقة بعد ساعات من تمكن قوات مواليه له من استعادة البلدة الشرقية، في عمليات كر وفر بين الجانبين، فيما أشار السكان إلى سقوط قتلى في المواجهات بين الجانبين، لم تعرف أعدادهم بعد. ونجحت قوات القذافي، في وقت مبكر أمس، في دحر مناهضيها من البريقة في عملية تزامنت مع تعرض مشارف مدينة أجدابيا (شمالي شرق ليبيا) إلى قصف جوي. وأفاد زعيم عشيرة ليبية عبر الهاتف لقنوات تلفزيونية أن طائرات حربية تقصف جوا معسكرات الجيش في أجدابيا، وأن الشباب يتحركون للدفاع عن المنطقة وتبعد 160 كيلو مترا جنوبي مدينة بنغازي. وكانت المنطقة التي يوجد بها مطار صغير ومنشآت نفطية منها مصانع لتسييل الغاز ومصفاة، بالإضافة إلى ميناء لتصدير النفط، قد وقعت بأيدي المحتجين على نظام القذافي في 23 فبراير (شباط) الماضي. وإلى ذلك، قال كبير مراسلي شبكة «سي إن إن» روبرتسون، إن تدهور صهريج نفط وراء أربعة انفجارات قوية متتالية هزت في وسط طرابلس صباح أمس. ولا تزال العاصمة الليبية تخضع لسيطرة النظام الليبي بعد سقوط عدة مدن بأيدي قوات المعارضة منذ احتجاجات اندلعت في 17 من الشهر الماضي تنادي برحيل القذافي بعد 42 عاما في الحكم. وعزز المجتمع الدولي مساعي سياسية واقتصادية منسقة بتحركات عسكرية عمدت خلالها واشنطن إلى تحريك قطع بحرية قبالة سواحل ليبيا، وسط تكهنات إزاء احتمال تدخل عسكري للإطاحة بالقذافي.