الخوف ممارسة إنسانية ودافعه استشعار الخطر، فإذا فقد الإنسان مجرد الإحساس بالخطر، صار في حذ ذاته خطرا على نفسه وعلى الآخر وعلى كل شيء حوله. ذات مرة جاءت أزمنة مترعة بالخوف الجماعي عبر البلاد العربية، والآن يأتي زمان نحن جزء منه بشهادتنا عليه، فهذا هو زمان الخائفين الذين لم يعودوا خائفين من شيء ولا آسفين على شيء من عدمه. هوذا الشارع العربي بملامحه الجديدة يمتد أمامنا شاما ويمنا إلى العمق الليبي بتماس جغرافي مع أوروبا ومن قبل ذلك في تونس ومصر، وقد انعدم في عمقه استشعار الخطر، لأن الناس فقدوا عامل الخوف من المستقبل برفضهم استمرار الحاضر، وربما يكون القاسم المشترك أن الشارع العربي يمنا وشاما وما وراء البحر أيضا لا يريد شيئا اسمه «أمن دولة».. والمعادلة ببساطة شديدة أن الناس اكتشفوا أن مشروع أمن الدولة العربية معناه وجود أعداء لهذه الدولة من داخل الدولة وهذا طرح غير صحيح وغير واقعي لأنه يفترض في أنظمة أمن الدولة حماية الناس مع بث الاطمئنان الجماعي فيهم من خلال العمل الجاد على تأمين فرص الحياة. لقد أخطأت الأجهزة التقليدية عبر سنوات الخدمة في كونها زادت عيار التخويف على الناس أكثر من اللازم، ونسجت أعداء للدولة أكثر من توافر لاحتمالات هذه العداوة ولذلك شرب الناس الكثير من الخوف فمنهم من مات خائفا ومنهم من هرب وفئة أخرى أسكرها الخوف فصارت مصدر خوف على كل شيء حولها. لن تهدأ هذه الزوبعة ولن تتوقف، لأن الذين كانوا خائفين أصبحوا مشروع «تخويف» ضد الرئاسة وضد أمن الدولة وضد الشارع والدستور.. ويمكننا تلخيص الحالة كلها في عبارة «من لا يخاف أحدا، لا يخافه أحد». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة