•• بعيدا عن الخطوط الملتهبة هذه الأيام في عالمنا العربي وقريبا جدا من ليل الستينيات والسبعينيات التي أملت كل شروطها العنيفة والقاسية والمريرة على الأرصفة والشطآن والغابات المظلمة هناك في أقصى الدنيا في أمريكا اللاتينية وهنا في شرقنا العربي الغارق في الدموع والضياع والتشرد والهزيمة. •• هل هناك ثمة ارتباط بين جيل الأمس الذي تجرع مرارة الألم والانكسار والحروب.. والذي جاء منه صوت واهن في ساحات تونس يصرخ في حشرجة مبحوحة «لقد هرمنا».. هرمنا وجاء اليوم الذي أرى فيه ثورة الشباب تنتصر.. وهل انتهت مرحلة جيل الامتداد الشنيع في أحضان الهزيمة ومرارتها.. وهل جاء الوقت الذي يتجرع فيه كل الطغاة من الكأس التي تجرعت منه بعض الشعوب العربية المغلوبة على أمرها.. وهل ثورة الشباب السلمية ثورة الغلابى والمقهورين والعاطلين والباحثين عن معنى لقيمة وجودهم في مجتمعاتهم أجدى وأنفع وأكثر صوابا من كل الانقلابات العسكرية وبيانها الأول .. وهل ثقافة المقاومة السلمية والانترنت و «الفيس بوكس» ستوقف القمع وإرهاب الحكومات لشعوبها وانتشار جثث الأبرياء في الطرقات.. وقتل الأطفال والنساء. •• هل ثورة الباحثين عن كرامتهم وحرياتهم والعدالة في مجتمعاتهم ستوقف البطش والاستبداد والقهر.. أم أنها سوف تزيد الطواغيت من الحكام تجبرا وتسلطا وقمعا لتلك الجموع المتظاهرة والمسالمة والساعية لنيل جزء من حقوقها. •• الجواب يأتي سريعا وعلى الأرض مباشرة كما نراه في ليبيا.. وقد يكون قبلها وبعدها. •• المتسلطون في كل الدنيا لا يرضخون لمنطق السلم وحقن دماء شعوبهم.. إن شهوة السلطة مرتبطة بشهوة العدوان وإراقة الدماء. •• نعم قد يرضخ قسرا بعض الحكام الطغاة لإرادة شعوبهم ولا أستطيع أن أجزم أن تنحي بعضهم عن الحكم ناتج عن الحكمة والعقل وحقن الدماء.. ربما يكونون قد غلبوا على أمرهم.. ولم تستجب جيوشهم ومدرعاتهم وطيرانهم لقتل الناس الأبرياء من أهلهم ومواطنيهم. •• المسألة باختصار، إن العديد من القادة المستبدين..لايدركون حجم المخاطر التي تحيق بهم إلا بعد فوات الأوان، ولم يدركوا تلك الحكمة التي قالها مبعوث كسرى للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رآه نائما في الخلاء تحت ظل شجرة وليس إلى جواره حراس ولا أعوان: «لقد حكمت فعدلت فسلمت فنمت» ... ولا أزيد. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة