أرجع مدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء الدكتور خالد الحليبي انحراف الفتيات إلى المجتمع، مبينا ذلك بقوله «إن الفتاة تنحرف بسبب الضغط النفسي المنزلي، ثم تجد العقوبة الشديدة التي قد تصل إلى القتل من البيئة التي تسببت في انحرافها، وترى في الوقت نفسه من انحرف بها أول مرة وقد يكون من المنزل أيضا يعيش منعما ومحترما ومقدرا، وهي لا تستطيع أن تعيش بشكل جيد، بل تلعق القهر والمهانة كل يوم». وشدد الحليبي في حديثه ل«عكاظ» أن العوائد النفسية على الفتاة بعد زلتها خطيرة جدا، تصل إلى درجة لصوق النظرة السوداوية في عينيها، حتى لا ترى ما يستحق العيش من أجله، وتفقد ثقتها في الرجال، حتى لا تجد رجلاً يستحق أن تقترن به، بل تعتقد بأن الحياة كلها ذئاب مفترسون. مشيرا إلى أنه مجرد الاختلاء لمرة واحدة يكفي أن يجعلها تدخل في دوامة من القلق الحاد على مستقبلها المهدد بالفضيحة عند الزواج، فتبدأ برفض الزواج، وعندها سيتساءل الناس والأهل لماذا؟ فإذا بها تتلقى مزيدا من النظرات الاتهامية المترددة المضطربة. ولفت الحليبي إلى أن بعض هؤلاء البنات كن ضحايا لصديقات فاسدات أخذن بأيديهن لمواخير الفتنة والرذيلة، فإذا الواحدة منهن قد فقدت ما لا يمكن تعويضه، فتنهار، وتتراجع صحتها النفسية، وتتبعها صحتها العضوية، وتتبدل الحياة في وجهها، وكان يمكن أن تتوقى هذا كله قبل أن تقع. وأضاف الباحث الاجتماعي الحليبي «لن أتحدث بلغة العمل، بل بلغة الواقع، فقد اتصلت بي مجموعة من الفتيات اللاتي لعبن بالنار، فكان المآل هو وقوعهن في حمأة الخطيئة، فكثيرات يقعن في براثن أمراض نفسية خطيرة منها الاكتئاب، واضطراب الشخصية، والخوف المرضي الدائم، وبغض الحياة، حتى أصبحن يبحثن عن الموت فلا يجدنه، وهنا يتتابع الفشل الدراسي، والفشل الاجتماعي، والفشل النفسي». ويخلص الحليبي إلى القول «ما يحدث كارثة حقيقية لا يمكن قياسها إلا على مدى الجيل، فإن من تطأ هذا القذر في بداية حياتها تكون مؤهلة نفسيا للاستجابة للفجور مستقبلا (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورا رحيما)».