انضم وزير الداخلية الليبي عبد الفتاح يونس العبيدي إلى المحتجي، معلنا تأييده «لثورة 17 فبراير» حسب ما ذكرت مصادر صحافية. من جهته، ظهر الرئيس الليبي معمر القذافي متحديا إرادة شعبه ومتوعدا إياهم بالثبور، وأعلن الزعيم الليبي أمس، أنه أعطى أوامره إلى الجيش للقضاء على المتظاهرين، داعيا أنصاره «بالملايين إلى تطهير ليبيا شبرا شبرا»، ومؤكدا أنه لن يتنحى وسيقاتل حتى «آخر قطرة دم» لديه. وقال الزعيم الليبي في كلمته التي ألقاها أمس من أمام منزله في باب العزيزية الذي تعرض لقصف أمريكي في الثمانينيات في طرابلس «أعطيت أوامر إلى الضباط الأحرار للقضاء على الجرذان»، في إشارة إلى المتظاهرين. وأضاف مخاطبا أنصاره وبدا شديد العصبية في كلمته التي نقلها التلفزيون الليبي الرسمي «أخرجوا من بيوتكم إلى الشوارع غدا، أنتم يا من تحبون معمر القذافي، معمر المجد والعزة، واقضوا على الجرذان». وطالب القذافي المتمردين ب «تسليم الأسلحة وإطلاق سراح الأسرى والقبض على المشاغبين وإعادة الحياة الطبيعية في الموانئ والمطارات». وتابع القذافي «لم نستخدم القوة بعد، وإذا تطورت الأمور سنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي»، وتلا مواد من الدستور والقانون الليبيين تعاقب بالإعدام من يقوم بأعمال مخلة بالأمن. ودعا إلى تشكيل «لجان الأمن الشعبي في المدن لحفظ الأمن»، واعتبر أنها ستكون «لجان الدفاع عن الثورة وعن كل مكتسباتها في كل المدن الليبية». وفي معرض توجيه اتهاماته إلى المتظاهرين وصفهم أيضا في سياق خطابه بأنهم «عملاء أمريكا وعملاء بن لادن وعملاء الزرقاوي». ورفض رفضا قاطعا احتمال تنحيه وقال وهو شديد العصبية «لو كنت رئيسا لكنت قدمت استقالتي لكن عندي بندقيتي وسأقاتل حتى آخر قطرة من دمي». وحذر من أن الحركة الاحتجاجية الجارية في البلاد «ستؤدي إلى حرب أهلية كما قال سيف الإسلام»، نجله في خطاب متلفز مساء الأحد. وأكد الزعيم الليبي أنه لن يغادر ليبيا تحت ضغط الشارع كما فعل رؤساء آخرون، في إشارة إلى الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، مؤكدا أنه سيموت «شهيدا في أرض أجدادي». وقال القذافي «أنا ليس لدي أي سلطة اليوم والسلطة تركناها للشعب منذ العام 1977»، في إشارة إلى تشكيل اللجان الشعبية، مضيفا «معمر القذافي لا منصب له حتى يستقيل، هو قائد ثورة والثورة تعني التضحية دائما وأبدا حتى نهاية العمر». واتهم «أجهزة عربية شقيقة» بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها بلاده، وقال إن «أجهزة عربية للأسف شقيقة تغركم وتخونكم وتقدم صورتكم بشكل مسيء»، واصفا إياها ب «أجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن». وهدد القذافي المتمردين برد شبيه بقصف الجيش الروسي للبرلمان في موسكو أثناء وجود النواب بداخله خلال الفترة الانتقالية بين تفكك الاتحاد السوفياتي ونشوء دولة روسيا في مطلع التسعينيات، وبسحق الصين لحركة تيان انمين في بكين في أواخر الثمانينيات، والقصف الأمريكي للفلوجة في العراق بعيد الاجتياح الأمريكي لهذا البلد عام 2003. وسقط مئات القتلى والجرحى في عمليات القمع التي قامت بها القوات الليبية ضد المتظاهرين في العديد من المدن الليبية منذ الخامس عشر من الشهر الحالي، بحسب منظمات حقوقية. وأذاعت المصادر لقطات فيديو من تسجيل هاو يظهر فيها العبيدي جالسا إلى مكتبه يقرأ بيانا يدعو الجيش الليبي كذلك إلى الانضمام إلى الشعب والاستجابة إلى مطالبه المشروعة.