رفعت العاصمة المقدسة قبل ستة أعوام شعار «مكة بلا جريمة»، وهو شعار كتبت عنه في حينه مشيدا به وبفكرته مؤملا أن تستطيع قوى الأمن تحقيقه ولو نسبيا عن طريق تخفيض نسبة الجرائم في البلد الأمين وتخفيف حدتها، ولكن يبدو أن الشرطة لم تجد من يعينها العون المطلوب على تحقيق ما جاء في شعارها فاستمرت أم القرى تشهد جميع أنواع الجرائم الفادحة من قتل واغتصاب وبوائق خلقية مختلفة وسطو وسرقة ونشل، وكأن مرتكبيها من مواطنين ومقيمين ومتخلفين لا يقيمون وزنا لهذه المدينة المقدسة التي توعد الله من ينوي فيها بإلحاد بظلم، بعذاب أليم فكيف يكون حال من يرتكب فيها تلك الآثام وذلك بسبب جهلهم بقيمتها أو لأن بطرهم واستكبارهم وإصرارهم يجعلهم كذلك والنتيجة واحدة هي أن العاصمة المقدسة لدى جميع المسلمين في الأرض لم تعد مقدسة لدى بعض ساكنيها، وإلا لما جعلوها مرتعا لجرائمهم الحادة حتى أصبح نفر منهم لا يرعوون عن ارتكاب المفاسد بجوار المسجد الحرام، وكم تمنيت أن أرى شعار الشرطة متحققا على أرض الواقع، ليس من باب تخيل وجود مدينة فاضلة على وجه الأرض، ولكن لأن مكةالمكرمة تستحق أن تحارب فيها الجريمة حتى تنخفض إلى الحد الأدنى، لأنها مكرمة عند الله فلماذا لا يجعلها سكانها ومن يفد إليها على درجة عالية من الفضل والفضيلة بحسب سلوكهم فيها وتأدبهم في أرجائها وتقديمهم للقدوة الحسنة ليصبحوا مستحقين للانتساب إليها فعلا لا قولا!. وعلى أية حال فإن الشعار الجميل الذي رفعته شرطة العاصمة المقدسة لم يزل مجرد شعار، وليس لأحد أن يلوم رجال الشرطة لعدم تحقق الهدف من الشعار إلا في حالة توفير جميع الإمكانيات المادية والتقنية والبشرية، مع وجود تراخ أمني وإداري وفني، أما في حالة عدم توفير ما ذكر فلا يجوز أبدا توجيه اللوم لمن رفع الشعار ولم يستطع تحقيقه على أرض الواقع، لأن ذلك من باب إضاعة الوقت.. والله المستعان!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة