إذا عد المثقفون فهو من الذين في المقدمة، وإن ذكر أصحاب الأخلاق الفاضلة كان من الأوائل، وإذا جرى الحديث عن الإبداع إدارة، وعطاء، وفكرا، لا يمكن إغفال اسمه. هذا هو الدكتور عبد العزيز السبيل الذي كان عطاؤه في النادي الأدبي الثقافي بجدة بلا حدود، كما كان جهده عندما شغل منصب وكالة وزارة الثقافة والإعلام أكبر من أن يحد أو يقدر بحجم. ملأ مركزه بالذي أوتي من الفكر والعلم، ثم لما يعد لبقائه مجالا سارع بطلب التقاعد، رغم كونه لا يزال يعيش حياة نشطة ولله الحمد. النادي الأدبي الثقافي بجدة أصدر مؤخرا الطبعة الثانية لم يسبق أن اطلعت أو علمت بصدور الطبعة الأولى من الكتاب الذي شارك في مادته حوالي 70 كاتبا وكاتبة بمقالات تتراوح في مضمونها بين الثناء الصادق، وبين الانتقاد المفتعل، وبين المجاملة التي هي من الذين ينطبق عليهم القول العامي: «خشوني لا تنسوني». لكن الحق يقال إن مجموعة المثقفين والمفكرين والأدباء الذين يقدرون قيمة الحرف من الذين شاركوا بما كتبوه عن الدكتور السبيل قد أجمعوا على أن مغادرته المنصب، خسارة وهذا حق، وأنه من أفاضل الناس الذين يفرضون على الآخرين احترامهم بما له من عطاء متميز ، وأدب جم، وفكر مستنير تشهد له بهذه السطور التي جاءت في مستهل الكتاب وكانت قد نشرت في مقال له بصحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 20/9/2005م، ففيها يقول: «المثقف المسؤول يجب ألا يكون على وفاق مع السلطة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن يكون معارضا للسلطة، حينما أقول ليس على وفاق، بسبب أن طموح المثقف أكبر من طموح السياسي، فكلما تحقق جزء من هذا الطموح فهو ينادي بطموح أكبر، وهذا سر عدم التوافق التام. وعندما يكون هناك اتفاق مشترك بين السياسي والمثقف فإن الخاسر الحقيقي هو المجتمع ، ولن تتحقق بالتالي ثقافة حقيقية للمجتمع». وفي كلمة بمطلع الكتاب بعنوان (أما قبل) كتب رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة سعادة الدكتور عبد المحسن فراج القحطاني يقول: هذه الطبعة الثانية جاءت مستدركة ما أمكن من مقالات ولقاءات تحدثت عن أخي الجميع الدكتور عبد العزيز السبيل، وهذه المقالات لم تتكئ على مكان ولا جنس واحد وإنما جاءت من الشمال لتعانق الجنوب، ومن الشرق لتمتزج مع الغرب ومن المذاهب الدينية والأدبية، اجتمعت حول السبيل واستطاع أن يكون قاسما مشتركا بين أصحاب المقالات، ما أصعبه من قاسم استحقه بحكمته وأدبه وإخلاصه وصدقه وخدمته لوطنه وأمته العربية، استطاع أن يؤلف هؤلاء جميعا حوله. ها هو السبيل ترونه في عيون هؤلاء وتدركونه في أقلامهم، لم يحجب هذا الكتاب مقالة كتبت عن السبيل حتى وإن قست في بعض مواطنها بيد أنها قسوة المحب وعتاب الصادق، وفرحت بالقصائد التي قيلت فيه. كنت في بعض أحاديثي أقول: إن السبيل علامة فارقة في مشهدنا الثقافي إدارة وإنتاجا، وهذه المقالات جاءت لترسخ هذا المفهوم عند الجميع بل لتؤكده. التقدير كل التقدير للأديب الدكتور عبد العزيز السبيل والشكر للنادي الأدبي بجدة وللأستاذ حسن النعمي على إعداد هذا الكتاب وإصداره. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة النمل: (ما عندكم ينفد، وما عند الله باق). وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء لا يأتي إلا بخير» متفق عليه. شعر نابض: للشاعر الدكتور غازي القصيبي رحمه الله: وما نقموا مني سوى أنني فتى قوي الصدق في دنيا تعيش على الكذب. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة