جميعنا استبشرنا خيرا بعدما أقر المرور السعودي نظام ساهر، وهو نظام لا يتعدى كونه كاميرات تصوير متطورة تقوم برصد المخالف متلبسا بالجرم المشهود، جميعنا حاولنا أن نتغاضى عن الكثير مما قيل حوله من انتقادات، كوننا نريد فعلا أن تكون سلامة أرواح المواطنين مقدمة على أي شي آخر، ولكن «ساهر» تجاوز مرحلة الإرشاد وضبط المرور إلى مرحلة من التضييق على الناس والترصد لهم، ورغم أنه لم يشمل تغطية جميع إشارات المرور في المملكة، إلا أنه استطاع بشكل كبير أن يحد من تهور قطع الإشارة، وهذه ميزة لا يمكن إنكار إيجابياتها وجدواها. ولكنه انتقل من مكافحة قطع الإشارة والحد من السرعة إلى ترصد المواطنين في الشوارع الفرعية ذات السرعات المنخفضة جدا، حيث تجد سيارة متوقفة على يمين أو يسار الطريق دون اكتراث بسلامتها أو سلامة الآخرين، وذلك لتصوير من يتجاوز السرعة في شارع فرعي لا تعرف أين وضعت لوحة تحديد السرعة فيه، فبعد أن تومض الكاميرا بوجهك، تعرف أنك تجاوزت السرعة المحددة حتى لو كنت لا ترى نفسك مسرعا، وعليك بقبول الأمر لأنك تعرف أن التكنولوجيا لا تكذب، ولكن لا تتعب نفسك في البحث عن اللوحة المحددة للسرعة لأنك ستضيع الكثير من وقتك قبل أن تجدها، من غير المعقول أن تترصد سيارات ساهر المواطنين في شوارع لا تتجاوز سرعتها الستين كيلو مترا في الساعة. جميعنا مع الأنظمة التي تساهم في السلامة، وجميعنا مقتنعون بأهمية نظام ساهر وفائدته، ولكننا نتمنى أن يكون نظاما واقعيا، بحيث يتم وضع لوحات تحديد السرعة في كل مكان على الشارع، حتى يتعود المواطن قبل أن يدخل الطريق على أن ينتبه إلى الالتزام بالسرعة المحددة، كما أن زيادة مخالفات ساهر مع مرور الزمن فيها تضييق على المواطنين من الناحية المادية، وقد أفتى سماحة مفتى المملكة جزاه الله خيرا بأنه ربا منهي عنه، وأوضح أن حق المرور يثبت في المخالفة المعروفة فقط. سيارات ساهر يجب أن تترصد للشوارع والتقاطعات التي تكثر فيها الحوادث، وهي معروفة لدى رجال المرور، كما يجب أن يكون مكان وقوفها نظاميا من غير الوقوف على جانب الطريق أو على الرصيف! [email protected]