حسنا فعلت دول مجلس التعاون الخليجي برفضها لأي تدخلات خارجية في الشأن البحريني خلال الأحداث التي تشهدها. الموقف ينحو باتجاه التأزم في أكثر من دولة عربية، وقطع الخطوط على الأطراف الخارجية أو من يعملون لصالحها أمر في غاية الأهمية، فالشعب وممثلوه من الوطنيين الصادقين من طرف والدولة من طرف آخر في أي بلد هما من يتحملان المسؤولية تجاه الوطن، ولا يجب أن يزايد أحد من خارج هذه المعادلة على إرادة الشعوب ومطالبها .. الموقف الإيراني لا يتوقف عن الزج بنفسه في الشأن الداخلي لبعض الدول، وما تدخله السافر مؤخرا في الشأن البحريني سوى تأكيد على ذلك، فإيران دعت الحكومة البحرينية إلى «تلبية مطالب الشعب»، وبمعرفتنا لطبيعة التيار الذي قاد المظاهرات في البحرين فإننا نعرف على أي وتر تلعب طهران دون مراعاة لأدبيات الدبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.. وقبل البحرين شاهدنا إيران وبعض أصواتها تمجد الثورة المصرية دون أن تسمح بالتعاطف معها شعبيا في داخل الشارع الإيراني .. إيران تدعو لتلبية مطالب الشعوب وتندد بالحكام المستبدين وتمجد الحرية، دون أن تطبق ذلك على نفسها .. محاصرة الحريات والتنكيل بالأصوات المعارضة للوضع الداخلي وطبيعة إدارة البلاد بلغ أقصاه في إيران، كما أن الفقر والبطالة وتدني فرص العيش الكريم أصبحت سمة بارزة لشعب عريق يعيش في وطن يتمتع بثروات هائلة أهدرتها السياسة التي تدعي أن العالم كله يقف ضد إيران وبالتالي لا بد من مواجهة هذا العالم الشيطان بأكلمه، سياسة تخترع عدوا بعد آخر، ورغم أنه عدو افتراضي إلا أنها مستمرة في محاولة خداع شعبها بأنه حقيقي، لتترك تنمية الداخل ومعالجة المشكلات المستفحلة وتحويل الأنظار إلى خارج الحدود.. من مصلحة إيران أن تترك الآخرين وشأنهم، وتلتفت إلى شعبها وتطبق عليه المبادئ التي تدعو الآخرين لتطبيقها وهي التي تتجاهلها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة