• أنا أم لثلاثة أطفال، شخصيتي مسالمة وأتجنب المشكلات، ورغم أن لي شخصيتي ورغباتي في تطوير ذاتي والارتقاء بفكري، إلا أنني ومن أجل راحة زوجي ورضاه الذي تميل شخصيته إلى النرجسية، أتنازل عن حقوقي مقابل عدم حدوث مشاكلات، ومع ذلك أعاني منه الكثير ودائما أجد منه الرفض لأي شيء أريد تحقيقه، وإذا وافق وقبل بطلبي فإنه يضغط علي بأسلوب الصمت والغضب والانفعال، مما يجعلني لا أستطيع أن أكلمه وأسأله عن غضبه فنحن نفتقد الصراحة ونعاني من الغموض فيما بيننا وإخفاء المشاعر مما يجعل جو المنزل مشحونا بالغضب والانفعال مما أثر على الأطفال فأصبحوا انفعاليين، وأنا صرت في حيرة من أمري، بين قبول طلب زوجي بعدم الدراسة والالتحاق بالدورات ومتابعة المحاضرات، وبين تحقيق شيء أتمناه وأريده يتمثل في أن أطور من نفسي.. فماذا أفعل؟ أم باسم الرياض ليس من حق أحد أن يمنعك من تطوير ذاتك وزيادة معرفتك وعلمك، فالعلم والمعرفة ليسا فرض كفاية حين يكونان متعلقين بحياة الفرد وعلاقته بأبنائه وأهله، وإنما هو فرض عين يحتاج كل أب وأم أن يكونا على علم ومعرفة بطرق التعامل الصحيحة مع الأبناء؛ لأننا نعيش عصرا كثرت فيه التغييرات والتبدلات الثقافية، مما يعني نشوء العديد من المشكلات المترتبة على هذه التغييرات، والأب والأم اللذان لا يعيان هذه التغييرات ولا يكتسبان من الوسائل ما يعينهما على مواجهتها فهما يخسران كثيرا كما يخسر أبناؤهما أكثر، لذا فأنت بحاجة للمزيد من المعرفة التي يمكن أن تتزودين بها من خلال المحاضرات والدورات والقراءة، وهنا أشير إلى أهمية تدخل أحد من الأقارب مع زوجك لإقناعه بأن ما تكتسبينه من خلال هذه الدورات والمحاضرات سينعكس أثره على أبنائك وأبنائه، وبالتالي فإن تطويرك لنفسك ليس ضد مصلحته، وهذا ما يجب أن يسمعه من غيرك، ولكي يكون لمثل هذا التدخل أثره الفاعل لا بد لك من العمل على أداء دورك كزوجة وأم، وقد يكلفك هذا بعض الجهد بحيث لا تتيحين لزوجك أي مدخل عليك من خلال تقصيرك لا سمح الله في أي جانب من جوانب حياتك وأدوارك كزوجة وأم وزوجة ابن، أو زوجة أخ ؛ بمعنى أنك لا ينبغي أن تنسي أن لك أدوارا كثيرة كلما قمت بها بإتقان ساهمت بلجم حججه الواهية، والمؤسف أن أمثاله ينسون أن أي تطوير يحدث في شخصيتك هو خير لا يعود عليك وحدك وإنما يعود عليه وعلى أولاده، أما عن سؤالك هل يفضل تركه وأخذ أبنائك فلا أنصحك به، لا لشيء إلا لأن مثل هذه المشكلة قابلة للحل بإذن الله.