أكد ل «عكاظ» عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى في مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز سروجي، أن المعهد يترأس لجنة لدراسة إيجاد البديل المناسب للخيام القطنية بناء على توجيهات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بهذا الشأن، وجار التنسيق مع المديرية العامة للدفاع المدني لإجراء الاختبارات اللازمة للبديل المطور وإجازته للاستخدام. وأوضح سروجي أنه «ليس من المناسب الأخذ بالتوصيات الخاصة بالحلول الآجلة ومنها الاستفادة من أجور الخيام المطورة في منى، وهذا الموضوع جار دراسته على مستوى لجنة الحج العليا، وهناك لجنة تحضيرية منبثقة مكونة من مندوبين عن وزارة الداخلية، الحج، المالية، وهيئة الرقابة والتحقيق لبحث تفاصيله وسوف يعلن عنه حال الانتهاء من ملفه». وعد عميد المعهد حركة الحشود حول المسجد الحرام وفي المشاعر المقدسة في موسم الحج، أحد التحديات الكبيرة ويمثل إحراجا لمتخذي القرار، وللوصول إلى حل جذري للمشكلة بأسلوب علمي وعملي، نظم مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة أخيرا، ورشة حول النقل العام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة شارك فيها نخبة من خبراء النقل والأكاديميين المتميزين في إدارة الحشود البشرية في الجامعات العالمية من كندا من خلال شراكة بحثية. وبين ل «عكاظ» الدكتور السروجي، أن الجلسة الافتتاحية للورشة ناقشت أخيرا، تقريرا مفصلا عن أهمية النقل العام وضرورياته في حياة المجتمع، ومدى مساهمته في بناء المدن حضاريا وثقافيا، ومنها الوسائط المختلفة للنقل العام وأنواعه المختلفة وملامح التصميم الإيجابي لشبكات النقل العام مع إعطاء أمثلة عنه حول العالم، وأساسيات تحليل خدمة النقل العام وكيفية وضع الجداول الزمنية له، وخرجت الورشة بمجموعة من التوصيات والمرئيات التي رفعت للجهات المختصة، وأضاف: المعهد لديه دراسات مدعومة وينصب تركيزها على إدارة الحشود في المسجد الحرام والمطاف عموما. وفي ما يتعلق بتطوير النقل العام في مكةالمكرمة ومواكبته النهضة العمرانية في العاصمة المقدسة، أوضح الدكتور السروجي، أنه لا بد من النظر إلى الحج كمنظومة متكاملة لا يمكن تجزئتها، باعتباره يشمل النقل العام، إدارة الحشود، الكثافات البشرية، التأثيرات البيئية والمناخية، وأيضا الثقافات المختلفة لدى الحجاج والمعتمرين ووسائل الإعلام، وجميعها مرتبطة ارتباطا وثيقا مع بعضها، ومن هنا فإن النقل والمرور يشكلان حلقة محورية ضمن هذه المنظومة، وإدراكا من المعهد لأهمية هذا المحور يبالغ في أبحاثه ودراساته وجميع لجانه التي يشارك فيها. وحول إنشاء مشروع مدينة جديدة للحجاج ينفذ على سفوح جبال منى الشمالية، ذكر أن المعهد أجرى في هذا الشأن دراسة تقييمية حول المباني الستة الموجودة حاليا على سفوح جبال منى باعتباره جهة بحثية علمية، وشارك أيضا ضمن اللجنة المشكلة من وزارة الشؤون البلدية والقروية، المديرية العامة للدفاع المدني وهيئة تطوير مكةالمكرمة، ورفعت اللجنة توصياتها للجهات المعنية لاتخاذ اللازم. وردا على سؤال حول خطورة بقاء المنطقة المركزية دون وجود شبكة إطفاء يلجأ إليها عند الضرورة، قال: لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في تطوير المنطقة المركزية، ومنها المشاريع الكبيرة المنفذة في المنطقة التي ستحدث نقلة نوعية في كافة خدماتها ومرافقها من خلال ملامح النجاح التي سيوفرها المخطط الشامل لإخراج المنطقة على أحدث طراز تخطيطي، يشتمل على جميع قواعد الأمن والسلامة ومنها شبكات إطفاء الحرائق، ويعد المعهد مشاركا أساسيا في جميع المشاريع واللجان المتعلقة بهذا الشأن من خلال اختصاصه البحثي والاستشاري. وتطرق الدكتور سروجي في حديثه، إلى مسألة نظافة وصيانة شوارع مشعر منى وتحسينها جماليا، وانتقاد البعض للإهمال الذي تعانيه منذ أكثر من 20 عاما، وقال: إن أي عمل لا يخلو من بعض الملاحظات بحكم الطبيعة البشرية، وبالمقابل لا يستطيع أحد أن ينكر النقلات التطويرية والتحسينية التي يشهدها مشعر منى إجمالا، ومنها المشروع العملاق لجسر الجمرات وقطار المشاعر والمشاريع الأخرى المتنوعة، وبما أن منطقة مشعر منى تتميز بضيق مساحتها، أضف إلى ذلك طبيعتها الجغرافية، ويفد إليها ما يزيد على ثلاثة ملايين حاج في فترة زمنية محدودة، كل ذلك يجعل منها استثنائية لها أولوياتها وخصوصيتها، ومع ذلك فإن التحدي كبير وعمليات التطوير والتحسين إن لم تكن ضمن منهجية واضحة مكتملة وبعيدة المدى فسوف يحدث خلل قد لا تظهر نتائجه إلا مستقبلا.