يعد الأمن ضرورة حيوية لكل مجتمع، فكريا واجتماعيا، والضامن الأمثل لاستقرار وطمأنينة الفرد المجتمع، ومصدر إلهام للعمل الجاد والإنتاجية المقدرة لما يوفره من مناخ ملائم للإبداع والنبوغ، وبما أن المدرسة تعد من صروح الدولة المهمة في تنشئة الأجيال الصاعدة، تحتاج بلا شك إلى الأمن من كافة جوانبه، خصوصا في ظل ما يشاع من حوادث متفرقة من اعتداءات وتجاوزات على معلمين وطلاب ومنشآت تعليمية عموما. هذه الاعتداءات والتجاوزات أفرزت مطالبات بين التربويين ورجال التعليم، تنادي بوجود حراسات أمنية نهارية في المدارس الحكومية كعلاج فعال في القضاء على كثير من التجاوزات، ويضمن سلامة جميع مكونات العملية التعليمية من منشآت ومعلمين وطلاب، وشددوا على أن الحراسات النهارية ضرورة يفرضها الواقع والتجارب السابقة، وتمثل طوق أمن وأمان للمدارس، خصوصا أن عمل حراس المدارس يقتصر على حماية المبنى المدرسي من السرقة خارج أوقات الدوام. وفي ذات السياق، حرصت كثير من المدارس الخاصة في جميع أنحاء المملكة على تأمين مدارسها بحراسات أمنية في سبيل المحافظة على معلميها وممتلكاتها، وهنا أجمع عدد من التربويين والطلاب في حديثهم ل «عكاظ» على ضرورة تطبيق نظام الحراسات الأمنية المدنية من خلال التعاقد مع شركات الأمن، وأكد عدد من منسوبي مدارس تطوير التابعة لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، على نجاح تجربة تطبيق نظام الحراسات الأمنية على مدارسهم قبل أن يتم إلغاؤها بعد مرور عام دراسي واحد. وفي الوقت الذي تعذر فيه تعليق وزارة التربية والتعليم على موضوع تطبيق الحراسات الأمنية المدنية في المدارس الحكومية، رغم مخاطبة «عكاظ» للناطق الإعلامي في وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني لأكثر من مرة، أكد الناطق الإعلامي في شرطة منطقة تبوك العميد صالح الحربي، أن تدخل الجهات الأمنية في قضايا الاعتداء داخل المدارس يتم وفق حجم وأهمية القضية، مؤكدا ضرورة تواجد الحراسات الأمنية المدنية أمام بوابات المدارس كونها منشأة حكومية لا بد من حمايتها، مبينا تواجد الدوريات الأمنية بالقرب من المدارس. وهنا أكد ل «عكاظ» مدير ثانوية تطوير في نجران راشد بن محمد منجم، نجاح التجربة، أملا في تطبيقها وتعميمها على جميع المدارس، باعتبار أن الحراسات الأمنية المدنية أصبحت ضرورة ملحة للمحافظة على سلامة منسوبي المدارس وممتلكات المدرسة، فيما أكد المدير السابق لثانوية تطوير في تبوك بدر بن مهدي الخناني، أهمية تواجد حراس الأمن خصوصا في المدارس الثانوية، وقال: «تطبيق نظام الحراسات الأمنية في مدرسته نجح نجاحا باهرا وبات حاجة وضرورة ملحة في المدارس عموما». وفي ذات السياق، طالب عدد من المعلمين بتواجد الحراسات الأمنية المدنية أمام بوابات المدارس حماية للمعلمين والطلاب، وأوضح المعلم محمد الجهني من تعليم المدينة، أن أحد زملائه تعرض لضرب مبرح إثر دخول عدد من المراهقين إلى فناء المدرسة، وكان منظرا شديد القسوة وهو يشاهد زميله وهو يهان أمام طلابه، هنا بين المعلم محمد الغامدي، من تعليم الرياض، الأجواء العصيبة التي يعيشها المعلمون، خصوصا في فترة الاختبارات خشية تعرضهم للاعتداء. إلى ذلك، أوضح عدد من المعلمين، حاجة المدارس لآليات من شأنها ضبط المخالفات، وبين كل من عبد الرحمن العنزي، خالد الشمري وعلي العامري من تعليم جدة، أن غياب الحراسات الأمنية شجع عددا من المراهقين على إتلاف زجاج مدرستهم أثناء فترة الدوام، فيما أشار نواف العنزي من تعليم العلا إلى تنامي حالات الاعتداء على المعلمين بشكل كبير، وطالب وزارة التربية بضرورة حماية المعلمين، في الوقت الذي تطرق فيه المعلم محسن الحربي من تعليم تبوك إلى سرقة سيارته من أمام المدرسة أثناء الدوام ومضى على اختفائها عامان دون أن يجد لها أثرا.0 وللطلاب رأي في الموضوع، إذ قال كل من الطالب محمد الفايدي، علي الغامدي، راكان الصايغ، من تعليم ينبع، إنهم شاهدوا عددا من المراهقين وهم يعتدون على معلم داخل فناء المدرسة وذلك خلال فترة الاختبارات، وأكدوا حاجة المدارس للحراسات الأمنية المدنية للحد من مثل هذه الحوادث، فيما أشار الطالب علي الخالدي ومحمد الرويلي من تعليم الجوف، إلى أن عددا من الشبان سبق أن دخلوا أحد الفصول الدراسية، واعتدوا على أحد الطلاب نتيجة خلاف سابق.