استطاع فريق الهلال البارحة الأولى تحقيق كأس سمو ولي العهد على إثر فوز سهل وعريض على فريق الوحدة، المباراة التي تمناها كثيرون أن تكون عرسا وحداويا تاريخيا، انتهت بإنجاز هلالي جديد، وما هو ليس بجديد في هذه المباراة هو أن غالبية الجماهير الرياضية السعودية تمنت فوز الوحدة أو بعبارة أخرى أكثر دقة تمنت خسارة الهلال، وهو الأمر الذي دعا رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد أن يقول في تصريح تلفزيوني سبق المباراة (استغرب بمن يطالبون بإهداء الكأس للوحدة)، وكنت أتمنى لو أن الأمير قرأ موقف الشارع الرياضي جيدا ليكون تساؤله هو: لماذا غالبية الجماهير تتمنى خسارة الهلال؟ وهو السؤال الذي يجدر برجالات الهلال طرحه على أنفسهم، والتوقف عنده طويلا، فلم يعد سرا أن شريحة كبيرة من هذه الجماهير وباختلاف ميولها تحمل موقفا سلبيا ضد الهلال، وتنحاز بشكل تلقائي للفريق الذي يلعب ضد الهلال بغض النظر عن اسم هذا الفريق، والحالة التي أثارت استغراب الأمير عبد الرحمن بن مساعد قبيل لقاء الوحدة لن تتغير حتى لو كان الفريق المقابل هو الاتفاق أو أي فريق آخر. بعض الهلاليين يدركون هذه الحقيقة وإن كانوا يفسرونها بطريقة تريحهم وترضي غرورهم، ويعتبرونها نابعة من الغيرة التي أصابت هذه الجماهير من استئثار الهلاليين بالبطولات، وهذا في اعتقادي ليس صحيحا، فالغيرة المزعومة ليست سببا في أن تصطف هذه الجماهير ضد الهلال، وعلى الهلاليين أن يبحثوا عن الأسباب الحقيقية التي وحدت الجماهير الرياضية ضد ناديهم، وليكن السؤال الذي ينطلق منه رجالات الهلال في تفكيك هذه القضية هو: لماذا لا يحبوننا؟ بالطبع نحن نملك الإجابة عن هذا التساؤل ولكننا نأمل أن يتوصل رجال الهلال بأنفسهم للحقيقة بكل تفاصيلها. الله يبعده ويسعده لا أعتقد أن جماهير النصر ستذرف دمعة واحدة أن انتقل سعد الحارثي إلى فريق آخر، فلم يعد هذا اللاعب يمتلك رصيدا من الحب في قلوب جمهور الشمس، ولا أعتقد أن على إدارة النصر أن تستميت للمحافظة عليه، والمبلغ الذي قد تدفعه لتجديد عقده يمكن أن تشتري به عقود لاعبين محليين واعدين سيخدمون النصر أكثر من الحارثي، وعلى رأي المثل (الله يبعده ويسعده). بضاعتهم ردت إليهم يحاول رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد خلط الأوراق والتهويل علينا بالقول أن الذين ينتقدون التصرفات المشينة التي يرتكبها بشكل متكرر الروماني (رادوي) يستهدفون رحيل هذا اللاعب وحرمان الهلال منه، وكان يمكن أن نقبل بهذا القول لو أن (رادوي) لم يرتكب كل هذا المخالفات التي استوجبت توقيفه من قبل لجنة الانضباط عدة مرات، أليس هو من ركل، ولكم، ورفس، وقذف، وقبل الصليب أمام الجماهير؟ بوصلة: إقحام الفتاوى الدينية في قضايا الرياضة عمل هم أول من بدأ به في مشهدنا الرياضي، واليوم وقد هبت رياح الفتاوى بغير ما تشتهي سفنهم، يطالبون بعدم الزج بالدين في الأحداث الرياضية، سبحان الله، أليست هذه بضاعتهم وقد ردت إليهم؟ [email protected]