استخدمت التسمية «بوب» لأول مرة في الخمسينيات لتصنف أعمال الفنانين الجدد الذين عبروا عن مظاهر الحياة الحديثة ووسائل الثقافة الحديثة في أمريكا وإنجلترا، وقد ارتبطت هذه الظاهرة الفنية بنمط الحياة الأمريكية الحديثة، فاستعمل فنانو البوب الوسائل الأكثر تداولا والأقل جمالية دون أي أفكار مضافة، كنوع من تقبل الواقع الاجتماعي المعاصر والمعتاد «السلع والإعلانات». إن هذا الفن ليس سوى إعادة تقييم بصري للأشياء والأحداث التي يعيشها الإنسان الأمريكي، ومن هنا كان هذا التباين في المفهوم الفني للبوب أرت في أمريكا وأوروبا. وتعد فنون البوب أرت حركة رسم شعبية يستخدم الكثير من الفنانين رسومات تجارية غير فنية ومألوفة إلى حد كبير ومستمدة من الحياة اليومية أساسا لموضوعات رسوماتهم. معظم الرسومات التي ينتجها هؤلاء الرسامون ذات محتوى تهكمي أو هزلي. ولم يتبع رسامو البوب أرت طريقة واحدة في الرسم، فالبعض منهم افتتن بالأنماط البارزة والبسيطة من الرسم التجاري. ومثال ذلك أن أندي وأرهول رسم نماذج دقيقة لأوعية الحساء بحجمها الطبيعي، وكرر رسم الأوعية مرارا وتكرارا في الرسم نفسه، ويستخدم جيمس روزنكيست وتوم ويزلمان فن الدعاية والإعلان أساسا لرسوماتهما ذات التصميمات المعقدة، التي تغلب عليها الصبغة الفكاهية. وأنتج العديد من فناني البوب أرت تكوينات ثلاثية الأبعاد تشبه الأجسام العادية، وتتخذ منها مادة للفكاهة. وظهر من يبتكر أساليب فنية أخرى وبأفكاره الجنونية والجميلة والمثيرة للإعجاب في وقت واحد، وحضور البوب أرت بشكل كبير في الوقت الحالي دليل على عمق هذا الفن ووصوله وانتشاره، وها هي فنون البوب تحضر في المرحلة الأخيرة لتعود بمراحل الستينيات والخمسينيات مرة أخرى وبأشكال أكثر تقدم باستخدام تقنية الحاسب وبرامج التصميم بأساليب مبتكرة أخرى، حيث اندمجت البرامج الحاسوبية المتعلقة بالفنون بهذا الفن لضمان استمرارية وتطوير فنونه حتى أصبح سهل التعامل مع المنتج والكم في الطرح ليصبح إنتاج اللوحة يختصر تلك المسافات الزمنية، مما سيشكل منعطفا مهما لهذا الفن في المستقبل ليسهل انتشاره بشكل أكبر وأوسع على النطاق العالمي.