لم تتوار بعد ألسنة نيران حريق نشب أول من أمس في المنطقة التاريخية في منطقة البلد في جدة، حتى اشتعل حريق آخر صباح أمس (الأحد) في إحدى غرف مبنى تاريخي مكون من أربعة طوابق تمت السيطرة عليه من خلال فرقتين انتقلتا إلى الموقع فور تلقي البلاغ عن الحادثة الجديدة. وشهدت المنطقة التاريخية مساء أول من أمس (السبت) حريقاً هائلاً اشتعل في مبنى تاريخي مكون من ثلاثة طوابق، وفور تلقي غرفة العمليات في الدفاع المدني بلاغاً عن الحادثة هرعت إلى الموقع فرق الإطفاء والإنقاذ بقيادة مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي، حيث بدأت في محاصرة النيران ومحاولة الحد من انتشارها، بعدما انطلقت شرارة الحريق الأولى من شقة في الطابق الثاني لتمتد إلى الطابق الثالث ومبنى آخر مجاور، فيما جرى إخلاء المباني من السكان. وشهد الحريق الذي تواصلت عملية إخماده مساء أول من أمس ساعات عدة، انفجارين لأنابيب غاز كانت داخل الموقع أحدثا دوياً صاخباً، إلا أن رجال الدفاع المدني تمكنوا من التعامل معه والسيطرة على الوضع وفق حساسية تلك المباني التاريخية، من خلال استخدام المواد والرغاوي المناسبة للتعامل مع مثل تلك الحوادث. وفقاً للناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري، فإن ثماني فرق إطفاء باشرت حادثة الحريق الذي اندلع أول من أمس في منزل وامتد إلى منزل آخر مجاور مصنفين كمبان تاريخية من الفئة «ج» مشيدين من الحجر المنقبي ومسقوفين بخشب القندل وملبسين بالرواشين وهما تابعان لوقف ابن نصيف، وبدأت الفرق فور وصولها في الحد من خطر الحريق. وأضاف الرائد العمري أنه من خلال المعاينة الفنية المبدئية تبين أن سبب الحريق مصدر حراري بسيط، وسجل ملاك المنزلين قناعتهما بعرضية الحادثة. وقال: «بذلت فرق الدفاع المدني جهوداً كبيرة للوصول إلى موقع الحريق نتيجة وقوعه في مكان ضيق، اضطروا خلاله إلى تمديد خراطيم المياه من الشارع الرئيس إلى موقع الحادثة المقدرة بمسافة تصل إلى أكثر من 50 متراً، واستخدام أسطح المنازل المجاورة لتمديد الخراطيم حتى نجح أفرادها في إخماد الحريق والحد من انتشاره»، مشيراً إلى أن الموقع الأرضي للبناية المحترقة مكون من 18 محلاً تجارياً، كانت مغلقة وقت اشتعال الحريق. وفي الحادثة الثانية، أكد الرائد العمري أن الحريق الذي اشتعل في بناية أخرى على بعد نحو 100 متر صباح أمس (الأحد) وتمت السيطرة عليه من خلال فرقتين بعد أن أخلي المبنى من ساكنيه، واقتصر امتداده على غرفة بمساحة تسعة أمتار مربعة، وأشار إلى الاستعانة بخبراء الأدلة الجنائية في شرطة محافظة جدة لرفع الأدلة والقرائن بغية التوصل إلى أسباب وملابسات الحادثة، كما تم تسليم البنايتين المحترقتين مساء أول من أمس وصباح أمس إلى أمانة محافظة جدة.