في هذه الأيام... أهم أخبار السطح العربي عن المصريين!! وأهم جدل يدور في العالم الغربي عن المصريين!! وأهم ناس شغلوا الناس... المصريون!! ونحن هنا في السعودية لكننا مصريون أكثر من المصريين أنفسهم، وإن لم يوجد على كوكب الأرض من يزايد على المصريين في حبهم لبلادهم التي قالوا فيها «أم الدنيا مصر»!!، ثم عندما أرادوا التغيير بحثا عن المستقبل الكريم والجديد.. لم يلتفتوا إلى شيء.. وتمسكوا بموقف واحد: نحن مصريون!! ثاروا على كل شيء إلا أنهم مصريون!! واختلفوا حول كل شيء واتفقوا على أنهم مصريون! وكنا نرى الحرائق.. ونسمع عن المداهمات والسرقات والتعديات الأمنية ونقول: إنها استثناءات ويا رب لا ينزلق الطريق بالمصريين!! «التمصيير» يعني وحدة مصير.. يعني شعب يتعلق بمصريته ويلتصق بها كالتصاقه بجلده وكما تجري فيه عروقه وشرايينه! أكبر مخزن أغانٍ وطنية لدى الشعب المصري! وأكثر هتافات معبرة عن الروح الوطنية قالها الشعب المصري! وأجمل عبارات ناطقة بالحب الوطني كتبها الشعب المصري!! المصريون وطنيون إلى آخر رمق!! ومصريون إلى أبعد مدى!! وإذا أردت أن تعرف عن حب الأوطان فاسأل الشعب الغلبان! يروي حكايات عن «الوطنية» ولا يؤثر فيها ولا يمنعها ولا يوقف جريانها.. الجوع والفقر والعوز والمر والقهر بل وحتى المرض!!! هم دائما في حلة حب وطني حتى وهم ثائرون أو غاضبون!! «التمصيير» دونا عن كل الالتصاقات الأخرى والتقمصات الأخرى لأسماء وأوطان وجنسيات هو خلطة سرية خاصة معجون فيها بطمي النيل ومائه كيان المصري الذي لا يرى في الدنيا... أحلى من مصر ولا أغلى من مصر.. ولا أحب إليه من مصر!! فلا «التمصيير» جنسية ولا هو هوية.. إنما هو خليط شعبي خاص جدا من نكهة الوطنية وعرق الأرض الحبلى بالمواليد الذين لا يشبهون أحدا كان منهم شباب التحرير!! الذين كانوا واقفين كشموخ الجبال أمام سنابك الخيول وأخفاف الجمال العارية!! شيء عجيب هذا «التمصر» الخارق العريق! هذا العصير السكري الذي كلما شرب منه إنسان هام عشقا بمصر.. وعاد يزور مصر... وعاش خوفه على مصر من هبة ريح أو شوكة ورد أو طعنة غدر!! وكنا خائفين في تلك الأيام أن تلحق مصر بجيران لها أعزاء... تفرقوا فضعفوا.. كرهوا ثم ندموا، فلم يمر علينا يوم دون أن تكون مصر أولا نتتبع أخبارها ونسأل عن أحوالها ونطمئن على ميادينها وحاراتها وشوارعها، ونقول: اللهم إنها مصر المحروسة المذكورة في القرآن فاتمم عليها حفظك لها وأحفظها يا رب! واجعلنا مرة أخرى ندخل مصر بسلام آمنين!!! هل تعرفون أجمل شيء حدث في مصر أيام الغضب؟!! أن المصريين لم يسمعوا غير صوت المصريين!!! وأن الجيش المصري كان أقوى جيوش العالم بإنسانياته ووطنيته وشجاعته في الصمود، فلم يتنازل عن مبادئه أن يحمي مصر!! جيش عظيم كان يقف في الميدان موجوعا، لكنه صمد ولم يفلت منه... الزمام! أجمل ما في اللحظات الصعبة.. أن بعدها بدايات جديدة! وأنها لا تحتمل فكرة الإمساك بالعصا من المنتصف بل إما نجاح أو فشل ولا توسط بينهما!! وإنها ولا فخر لا ينجح فيها غير القادرين على القفز فوق المصاب الأليم دون خسائر أخلاقية تدفعهم إلى التنازل أو المساومة على العهود والقيم والمبادئ والأخلاق، وهذا ما يعاهد الجيش عليه، فإذا نجح في تحقيق عهده ووعده انتصر!! هنيئا للجيش المصري روعته وجماله وقدرته على تحقيق عهده ووعده، فلم يعذر بالسابق ولم يخذل اللاحق! وهنا لا أقدم التهنئة للثورة ولا للشباب ولا إلى ما صار وما يصير! انما أهنئ مصر الأرض والرحم الذي أنحب هؤلاء المصريين!! هنيئا للأرض التي ربت!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة