كشفت قيادات جامعة أم القرى عن نيتها إيجاد ذراع تنفيذية للجامعة وهي شركة تجارية استثمارية ضمن خطتها الاستراتيجية، حيث يجري التنسيق حاليا من جهات عليا لاعتمادها خلال المرحلة المقبلة؛ لتدير استثمارات للجامعة تتجاوز ثلاثة مليارات ريال بما فيها مشروعا زهرة كدي، واستثمار موقع الجامعة في العزيزية، الذي تزيد مساحته الإجمالية على 700 ألف متر مربع. وتعهدت قيادات الجامعة بإقصاء أي فكر متشدد في أوساط الجامعة، مؤكدة أن ثمة رقابة دقيقة ومتابعة دائمة لسير العملية التعليمية وفق السياسات العامة بعيدا عن أية محاولات لنشر فكر منحرف ومتشدد في أوساط الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وألمحت إدارة الجامعة في ملتقى عكاظ الإعلامي عن ضعف في مخطط الجامعة العام، الذي صمم قبل 30 عاما، وأنه لا يواءم المرحلة الحالية، مؤكدة أنها عملت على تعديلات واسعة في هذا المخطط مع كسر الاحتكار الذي كانت تعاني منه الجامعة في الشركات المنفذة التي كانت السبب وراء تعثر المشاريع طيلة العقود الماضية، حيث أقالت الجامعة أخيرا عثرة سبعة مشاريع حيوية كانت تئن تحت وطأة التعثر والتأخير. تعثر المشاريع • «عكاظ»: يؤكد مراقبون أن مشاريع المدينة الجامعية في العابدية تعاني من التعثر منذ عقود، وأن الرقابة على تنفيذ المشاريع لا تزال دون المستوى المأمول، وهذا ما أفرز التعثر في التنفيذ، ما مدى قدرة الجامعة على مراقبة مشاريعها وتنفيذها وفق جودة عالية؟. وكيل جامعة أم القرى للفروع والمشاريع الدكتور بدر حبيب الله: الحقيقة عند تسلمي لوكالة الجامعة للمشاريع وجدت مشاريع متعطلة ومتعثرة لضعف عقود الإشراف، ولعل هذا هو السبب الرئيس في تعثر مشاريع الجامعة، لكن بعد دعم وزارة المالية لعقود الإشراف تحسن الوضع؛ لذا همنا الأول حاليا هو إقالة عثرة المشاريع المتعثرة، ونجحنا في ذلك، فوقفت بعض المشاريع على قدميها؛ فكان هناك سبعة مشاريع حيوية متعثرة، وجرى حاليا استكمالها وستسلم قريبا، والبعض منها سلم، لكن هناك مشاريع أخرى توقفت لإعادة التصاميم كمشروع المستشفى الجامعي، ولعل السبب في ذلك كما يعلم الجميع أن المخطط الجامعي لجامعة أم القرى صمم قبل 30 سنة؛ لهذا اضطررنا إلى التعاقد مع مكتب هندسي لإعادة التصور للمخطط العام، وقد انتهينا من ذلك، ولدينا الآن تصور كامل عن المخطط العام لقسم الطلاب والطالبات، المراكز البحثية، المركز الطبي، وسكن أعضاء هيئة التدريس والطلاب والممرضات، وكلها أوقعت على المخطط، وعمل لها جدولة للتنفيذ مع الميزانيات المتوقعة، وهذا المخطط يتواءم مع الخطة الاستراتيجية العامة للجامعة. وكيل جامعة أم القرى الدكتور عادل غباشي: لدينا في الحقيقة وحدة المتابعة الرقابية الإدارية التي تعنى بتحسين مستوى الانتاجية للإداريين، وكذلك تراقب المصروفات، المشتريات، والمشاريع المنفذة، وهذه الوحدة تضم كوادر مؤهلة يمكن من خلالها ضبط أية تجاوزات؛ سواء مالية أو إدارية أو حتى تقاعس في الأداء في المشاريع المعتمدة، إلى جانب أنه تم تشكيل لجنة استشارية للارتقاء بمستوى أداء العمل؛ وذلك ضمن الاستراتيجية العامة، ووضع استراتيجية لتطوير الخدمات الطبية والإدارية، وكان من آخر حلقات التطور والرقي بأداء المركز الطبي الجامعي ما تم إقراره في اجتماع الإدارة العليا للجامعة والمتمثل في الانتهاء من مبنى العيادات التخصصية الذي سبق إنشاؤه ليكون تحت مسمى: «المركز الطبي الجامعي والعيادات التخصصية»؛ ليضم جناح طوارئ في المدينة الجامعية في العابدية، ويمكن أساتذة كلية الطب والكليات الصحية من تقديم خدماتهم لمنسوبي الجامعة، ويكون فرصة لتدريب الطلاب والطالبات؛ لذا فإن الرقابة موجودة، وتعكف حاليا إدارة المتابعة الرقابية، إدارة المستودعات، وإدارة مراقبة المخزون على مراجعة شاملة لآليات العمل السابق، والتخطيط للتطوير ليكون إحدى أدوات نجاح الاستراتيجية للجامعة. المخطط السابق للجامعة • «عكاظ»: من الحديث يتبين أن المخطط السابق للجامعة لم يكن دقيقا، وهذا ما جعل ال 30 عاما الماضية من عمر الجامعة تذهب دون تخطيط سليم، أليس كذلك؟. وكيل جامعة أم القرى للفروع والمشاريع الدكتور بدر حبيب الله: الحقيقة هناك مستجدات طفت على السطح وطلبات المستفيدين تنامت واختلفت، وكذلك المخطط السابق لم يؤخذ في الاعتبار قسم الطالبات، وكذلك الكليات الطبية، والآن أوجدنا مخططا فيه قرابة 22 مبنى لكيات البنات والبنين، وكذلك المخطط السابق أغفل المراكز البحثية والوحدات السكنية لأعضاء هيئة التدريس؛ فقبل 30 عاما لم يكن التفكير في التوسع في المراكز البحثية حاضرا؛ لهذا نحن تعاملنا مع المخطط السابق كما هو، وما أنشئ من مبان ظل كما هو لكن عملنا على تعديل ما هو تحت التنفيذ ليكون موافقا للمرحلة المقبلة. وعند مراجعتنا للشركات المنفذة للمشاريع وجدناها محصورة في ثلاث شركات؛ فألغينا فكرة الاحتكار وسمحنا بدخول شركات منافسة للتنفيذ وفق شروط وجودة عالية، ولا أخفيك أنه تم استبعاد إحدى الشركات المنفذة للمشاريع لضعف الأداء، ولن نتهاون مع أية شركة منفذة لمشاريع بما يضمن تحقيق التطلعات وسرعة التنفيذ وجودته. ذراع تنفيذية للجامعة • «عكاظ»: شهدنا في الفترة الأخيرة استقطاب الجامعة لبيوت خبرة ومستشارين من جامعات خارجية، وكأن ثمة توجه جديد في الجامعة، هل لنا الوقوف على هذا التوجه؟. وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل كوشك: هناك توجه نحو الاستعانة ببيوت الخبرة وإنشاء بيوت خبرة في الجامعة، حيث أنهينا لائحة متخصصة للاستعانة بهذه البيوت في تطوير العمل الأكاديمي، وخلال الثلاثة الأشهر المقبلة سنعلن ثلاثة مكاتب مستحدثة في الجامعة تحمل رؤية جديدة، ولدينا توسع في التعاون الدولي، حيث عملنا على توقيع عقود خدمات بجداول زمنية محددة وميزانيات مقننة، وذلك مع الجامعات العالمية المصنفة في سلم المائة جامعة مميزة عالميا، وهذا سيقود إلى ضمان جودة المخرجات لاسيما في مجال البحث العلمي، وسنوقع خلال الأشهر المقبلة أيضا مع أفضل 25 جامعة عالمية في مجالات الدعم المختلفة، وستكون هناك عقود استشارية موقعة مع تلك الجامعات وليست اتفاقية تعاونية، حيث سبق وأن وقعت مثل تلك الاتفاقيات، لكن لم تكن المخرجات منها جيدة؛ لذا لجأنا إلى العقود الاستشارية. كل هذا سيقود إلى ارتقاء الجامعة ومنافساتها في مجال التصنيف العالمي، وقد أسسنا وحدة التصنيف العالمي في الجامعة وهدفها الإسراع في رفع التصنيف في الجامعة للمنافسة، ووضعنا خطة لكل تصنيف للمنافسة فيه، ولدينا برنامج متخصص فيما يخص استقطاب الكفاءات العلمية في شتى المجالات، وهذا البرنامج سيقود نحو تطوير المواهب وتأصيل الإبداع. وقد خصصنا أخيرا مركزين مهمين للعمل في الجامعة؛ المركز الأول مركز الابتكارات ومهمته زرع وإشاعة ثقافة الابتكار والاختراع في أوساط الجامعة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وسيكون هناك مكتب لتسجيل حقوق الملكية الفكرية مرتبط بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والمركز الآخر مركز ريادة الأعمال ويركز على ريادة الأعمال ويشمل حاضنات الأعمال، وهذا قادنا نحو تأسيس شركة خاصة لجامعة أم القرى أسوة بشركة وادي الظهران، شركة وادي الرياض، وشركة وادي جدة، وقد شرعنا في إجراءات هذا التأسيس وسيعرض على الهيئة الاستشارية خلال الأشهر المقبلة وسيرفع التصور كاملا لمجلس الاقتصاد الأعلى ومن ثم يعتمد من المقام السامي ومجلس الوزراء، وستكون شركة تجارية استثمارية وذراعا تنفيذية للجامعة. مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس: الحقيقة لدينا توسع مقبل في مسألة الاستثمار والوقف. • «عكاظ»: يتشرب الطلاب في الجامعة مفاهيم الحياة والتعامل مع الآخر وهذا ما يحمل أعضاء هيئة التدريس مسؤولية كبيرة، ما الاحترازات التي تنهجها إدارة الجامعة للحيلولة دون وجود فكر متشدد في أروقة الجامعة؛ سواء بين الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس، لاسيما أن عمادة شؤون الطلاب تضم عدة أندية طلابية تعمل على صقل مهارات الطلاب المتنوعة، لكن البعض يخشى من تمرير بعض الأفكار من خلال الرحلات ومخيمات خارج الجامعة؟. الدكتور ثامر الحربي وكيل الجامعة للشؤون التعليمية: في عمادة شؤون الطلاب لدينا أندية معنية بتنفيذ الأنشطة اللاصفية للطلاب ويشرف عليها أكاديميون مؤهلون في هذا الجانب ومختارون بعناية تامة، وكل منشط يقام أو رحلة تنفذ تكون وفق برامج معدة مسبقا، ولا يمكن حدوث أية تجاوزات، وهذا الباب مقفل تماما في الجامعة ولا هاجس لنا في وجود أية اختراقات للبرامج المعتمدة أو تمرير أية أفكار من خلالها، ولم نتلق أية شكاوى تخص وجود أي تشدد فكري، وفي حالة وجود أي فكر منحرف أو متشدد فثق أن الإقصاء والمحاسبة سيكونان حاضرين. الدكتور هاني غازي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي: الواقع أن مثل هذا الأمر لا يغيب عنا مطلقا، لهذا طالما نشدد في اجتماع عمداء الكليات على ضرورة الرفع إلينا بكل ما يقع من تجاوزات في هذا الشأن، وكذلك فاللجان المعنية بالمقابلات الشخصية لأعضاء هيئة التدريس وقت الترشيح تضع في الحسبان هذا الأمر، ومن خلال المقابلة الشخصية يمكن الحكم على المتقدم وفكره، ويمكن تمحيص شخصيته جدا قبل أن ينضم إلى الجامعة كعضو هيئة تدريس، وكذلك العناية تتواصل بعد الاختيار من خلال دورات تدريبية مكثفة في مختلف المجالات، ولعل ما قدمناه للمرشحين للابتعاث الخارجي من برامج توعوية هدفنا منها تعديل الموازين بما يضمن إيجاد عضو هيئة تدريس قادر على العطاء.