من بداية حلقات المسلسل التركي (العشق الممنوع) كان من المتوقع أن تقع نيهال في حب مهند، وذلك على الرغم من محاولة مخرج العمل أن يجعلها تظهر عكس ذلك من خلال غضبها وتضايقها المستمر من مهند بشكل مبالغ فيه في أولى الحلقات؛ وذلك كي يوفر لعمله عنصر المفاجأة، إلا أن هذا السبب تحديدا هو ما أكد أنها ستقع في حبه لاحقا؛ لأن هذه التقنية قدمت مرارا وتكرارا منذ أفلام الأبيض والأسود المصرية القديمة والتي يعرفها المشاهد العربي عملا بقاعدة (ما محبة إلا بعد عداوة)، وتبدو هذه البداية أولى دلائل رغبة المخرج لتطويل عمله إذ بإمكاننا حذفها دون أن يتأثر العمل الدرامي والذي يدور حول العلاقة المحرمة بين سمر زوجة عدنان بك ومهند. رائحة الخيانة غير أن المسلسل تمكن من شد المشاهد لسبب آخر هو تتبع أحداث الخيانة لمعرفة ماذا سيحدث إذا انكشف أمر خيانة مهند وسمر، وكان من المفترض أن تقوم قصة المسلسل على هذا المحور فقط، ولكن المسلسل يتفرع لعرض قصص أخرى يكتشف المشاهد بعدها أنها كانت لغرض التطويل فقط، فكل ما تفعله عائلة الخدم التي تسكن منزل عدنان بيك هو إعادة أحداث كل حلقة مرارا وتكرارا دون جدوى. القصة كلها تكمن ما بين مهند وسمر وعدنان بيك فقط، الذين قاموا فعلا بأداء جيد، فبالرغم من اهتمام سمر ومهند بالمظهر الخارجي لأقصى درجة إلا أن هذا لم ينل من تركيزهم وأدائهم التمثيلي، وهذه نقطة جيدة تحسب لصالح المسلسل بالرغم من انفلات الحبكة الدرامية. وبما أن لكل عمل درامي رسالة، فإن رسالة (العشق الممنوع) تتلخص في عدم وضع الغاز بالقرب من النار، حيث إن تربية عدنان بيك لمهند داخل منزله جعلت نيهال تقع في حبه، وجعلته يخونه مع زوجته، وكأن هذا السبب كاف لجميع هذه العلاقات الممنوعة، وليس في عدم وجود مبدأ، فهل معنى هذا أن سمر لن تقوم بالخيانة في حالة عدم وجود مهند في المنزل وستظل وفية لزوجها! بالتأكيد الجواب لا؛ لأن مبدأ الخيانة ليس مرفوضا لديها فما الذي سيوقفها عن جريمة الخيانة وربما يكون مخرج العمل أراد أن يظهر خطر زواج كبير السن من شابة صغيرة، ولا ننكر أن عدم التكافؤ في الزواج له مخاطره ولكن هذا أيضا لا يعد سببا للخيانة، فيوجد عديد من قصص سيدات متزوجات من رجال في أعمارهن ومع ذلك قمن بخيانتهم مع من هم أكبر عمرا فالوضع لا يغير المبدأ.