بعد أن تعرف عليها الجمهور وأحبها في التلفزيون من خلال مسلسل (العشق الممنوع)، تطل بران سات (سمر) على جمهورها من شرفة السينما، من خلال فيلم للمخرج الإيراني الكردي (بهمان غوبا دي) الحاصل على جائزة الكاميرا الذهبية، في مهرجان كان السينمائي عن فيلم (وقت لسكرة الجياد) عام 2000. وكان المخرج بهمان غوبا دي قد تخلى عن الممثلة التركية توبا بويوكوستون (لميس) من أجل (سمر)، ويروي الفيلم (موسم وحيد القرن)، قصة رجل إيراني مشهور يتعرض للسجن ويخرج بعدها لمواجهة المجتمع، وسيقوم بدور البطولة الممثل التركي جنار جندروك. ويبدو أن الفيلم سيشارك في مهرجانات عالمية، وذلك لمشاركة النجمة العالمية (مونيكا بالوتشي) أبطال الفيلم. بالرغم من أن سات لعبت دور الخائنة في مسلسل (العشق الممنوع) حيث أدت دور سمر التي تزوجت من رجل ثري كبير السن (عدنان بيك) وخانته فيما بعد مع قريبه (مهند) الذي اعتبره عدنان بمثابة ابن أخيه، وبالرغم من كوننا كمشاهدين كرهنا مبدأ الخيانة، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر جودة أدائها التمثيلي، الذي شدنا لمتابعة المسلسل، وجعلها تعد كأقوى البطلات تمثيلا أمام (مهند). ومن الواضح على الممثلة (سمر)، أنها تتعامل مع التمثيل بجدية وبحرفية عالية، فهي استطاعت أن تقنع المشاهد في أولى حلقات المسلسل ببراءتها وبحكمتها وبرقة مشاعرها، وفي الحلقات الأخيرة تحولت إلى شخصية شريرة حقودة، وغير سليمة التفكير. وأقنعت المشاهد بذلك أيضا، لدرجة أن معظم من تابع المسلسل تعجب من قدرتها على خداعه في البداية، وجعلته يسأل نفسه في حيرة هل كانت سمر بهذا الحقد منذ البداية وأنا لم أدرك ذلك؟ أم أن شخصيتها الأولى هي الصحيحة، ولكن المصائب التي حلت عليها فيما بعد حولتها إلى شخص آخر؟ وبالرغم من أن بران لا تزال في العشرينيات من عمرها، فهي مولودة عام 1984، ومسلسل (العشق الممنوع) أنتج عام 2008-2009، أي أنها قامت بدور سمر وهي تقريبا في 24 من عمرها، إلا أن جدية أدائها التمثيلي توحي بخبرة عالية في الحياة. حتى إنها حضرت حفل ختام المسلسل وهي تقفز برجل واحدة، حيث كانت مصابة في ساقها، ومتكئة على عكازين، عندما تم عرض الحلقة الأخيرة أما جمهور عريض في تركيا. وبالفعل يوجد هناك سر في حياة (سمر) جعلها تتعامل مع مهنة التمثيل بهذه الجدية. فقبل أن تعيش (سمر) حياة النجاح والشهرة حرمها في الواقع من صديقها المقرب (أفي)، يوم حصولها على جائزة المرتبة الثانية بمسابقة نجوم تركيا Türkiyenin Y?ld?zlar?، التي كانت طريقها نحو النجومية بعالم التمثيل. فقررت أن ترد الجميل له في قبره، بأن تكرس حياتها الفنية وفاء لذكراه. وتحولت فرحة النجمة الشابة بحصولها عام 2004 على جائزة المرتبة الثانية بمسابقة نجوم تركيا في إسطنبول إلى حزن كبير، وذلك عندما عادت إلى أنقرة مع صديق طفولتها، وحبيبها (أفي)، لتفاجأ بعد ساعات من مغادرته لمنزلها، بعد أن قام بتوصيلها، باتصال هاتفي من شقيقه يخبرها بأن حبيبها الذي دفعها دفعا للمشاركة في المسابقة قد توفي على إثر تعرضه لحادث سير مريع. وكان) أفي) يملك إلى جانب حبه ل(سمر) قدرة هائلة على فهمها، وكثيرا ما ساعدها على ترجمة أحلامها إلى حقائق، من خلال تقديمه الدعم والمؤازرة لها، مما أعانها على تخطي جميع الصعاب. كما وقف (أفي) وراء تحقيق (بران سات) لحلمها باقتحام عالم التمثيل، إذ أقنعها بالمشاركة في مسابقة نجوم تركيا، بعدما ذكرت له أنها لا ترغب بدراسة إدارة الأعمال في الجامعة، مشيرة إلى أن إصرار والدها على ذلك هو ما دفعها للقبول بتلك الدراسة على الرغم من حبها للفن. وبرغم مرارة الحادثة إلا أن رغبة ابنة العشرين بالاستمرار الفني المهني لم تتوقف، بل كانت الحادثة المؤلمة الدافع لها لتحقيق النجاح، إذ أوضحت في لقاء صحافي مؤخرا أنها تكرس كل دور تؤديه لحبيبها وصديق طفولتها الذي تدين له بنجوميتها في عالم التمثيل. الفنانة الشابة أشارت أيضا إلى أن المرحلة الأولى من حياتها قد انتهت بعد موت حبيبها، وبعدما ودعته في المشرحة، حيث وقفت أمام جثمانه، ووعدته بأنها ستكرس له كل دور تقوم به، كما أوضحت بأنها تعلمت الكثير بعد موت حبيبها، وأن أهم ما تعلمته هو أنه لا شيء له قيمة في هذه الحياة، لأنه من الممكن ألا يكون هناك غد.