أصدر وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله ميزانية مفتوحة لإزالة آثار الأمطار وما أحدثته من تلفيات في عدد من المدارس في جدة، فيما عمدت لجنة الطوارئ الموحدة على ضوء ذلك لاعتماد هذه الميزانية والبدء في إصلاح التلفيات بواسطة عدد من شركات الصيانة حتى تكون المدارس على أهبة الاستعداد لاستقبال الطلاب غدا السبت دونما تأجيل. حدث ذلك في أعقاب وقوف الوزير على ما أحدثته الأمطار الأخيرة من أضرار جسيمة في المدارس في جدة، ما أخل بسير الاختبارات فيها، حيث تم حصر (80) مدرسة متضررة، وإغلاق مدرسة بنات بصفة نهائية في حي النخيل لعدم إمكانية إصلاحها. عدد من سكان شرق الخط السريع في جدة وتحديدا في حيي التوفيق والأجواد في السامر، أكدوا عدم استطاعتهم الوصول إلى مدارس أبنائهم للتأكد من مدى جاهزيتها، واستعدادها لاستقبالهم في الفصل الدراسي الثاني، وذلك بسبب محاصرة المستنقعات لبعض مداخل ومخارج الأحياء الواصلة بينهم وبين تلك المدارس، معربين عن استيائهم من بقاء مياه الأمطار والسيول على حالها والتي كلما سحبوا جزءا منها، يتفاجأون في اليوم التالي وكأن شيئا لم يكن، ما ولد لديهم شعورا بالإحباط وأصبحوا يتساءلون عن مصدر تلك المياه. محمد عبد الله الجهني أحد سكان حي التوفيق يقول ولدي يدرس في الصف الخامس الابتدائي، وحتى الآن لا أستطيع الجزم بأنني قادر على توصيله للمدرسة حين افتتاحها غدا، وذلك بسبب محاصرة الأمطار لكثير من مداخل ومخارج الحي الداخلية والواصلة للمدارس، ما يضعنا في حيرة من أمرنا. أوضاع سيئة ويشاطره الرأي محمد حمدان وهو أب لثلاثة بنات أكبرهن في الجامعة، يقول معاناتنا مازالت مستمرة رغم كثرة وايتات شفط المياه من الشوارع داخل الحي والأحياء المجاورة، ولكن نفاجأ في اليوم التالي بوجود المياه نفسها، ما ولد الكثير من البعوض والأراضي الطينية والتي يصعب دخول السيارات إليها، فما بالك الدخول بأرجلنا بصراحة الوضع سيئ، ونحن في حيرة من أمرنا فما الحل؟ انتقال الأمراض عطية حامد القريقري متقاعد في حي السامر يقول: رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في مساعدتنا على التخلص من آثار الكارثة التي حلت بنا، إلا أن الحي مازال يعاني من المياه الراكدة، ما خلف أراضي طينية يصعب التحرك فيها، كما أن مداخل ومخارج الحي تشكل العقبة الرئيسة التي تعيق التحرك، ما يجعلنا نتساءل: إلى متى سيظل الوضع هكذا، فلدينا كثير من الأبناء والبنات يدرسون في جميع المراحل، ونخاف أن ندعهم يذهبون للمدارس والوضع كما هو عليه الآن في عدد من مداخل ومخارج المدارس المهمة، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة جراء طفوحات المجاري بسبب دخول الأمطار لتجاويف الصرف الصحي، وانتشار البعوض والحشرات ما يهدد بانتقال بعض الأمراض بين أطفال الحي. لن أسمح له بالذهاب ومن جانبه، يؤكد فهد عطية أحد سكان الحي أنه لن يسمح لابنه فيصل الطالب في المرحلة المتوسطة بالذهاب إلى المدرسة، طالما الوضع بهذا السوء حتى لو اضطره الأمر لنقله لمدرسة أخرى بعيدة «العمر واحد وهذا ابني»، مشيرا بذلك إلى الوضع المزري في مداخل ومخارج المنازل الواصلة للمدارس فيما هم بالكاد يجدون طرقا بديلة للذهاب لأعمالهم. وأضاف لدى بعض المدارس حافلات لتوصيل الطلاب لمدارسهم، إلا أنها لا تستطيع السير في المياه الراكدة والطرق الطينية بسبب جرف مياه الأمطار لكثير من الأتربة داخل الأحياء خاصة حيي التوفيق والأجواد في السامر. يعترينا الخوف وبدوره يقول خالد نهار البلادي أحد سكان حي التوفيق في السامر مازلنا خائفين رغم مرور أكثر من أسبوعين على كارثة جدة مع الأمطار والسيول التي أضرت بمنازلنا وهدمتها، حتى إن وصولنا للمنازل أصبح يشكل هاجسا، فكيف بطلاب صغار نتركهم يذهبون غدا لمدارسهم؟. ويضيف البلادي لن نسمح لهم بالذهاب إلا بعد التأكد نهائيا من زوال الخطر الذي يتربص بهم عند مداخل ومخارج الأحياء الواصلة للمدارس، فهذا خطر جسيم إن جعلناهم يذهبون، فإذا لم نخف من خطورة الشوارع والمياه التي بها، هناك أمراض وحشرات ناقلة للأمراض ربما تصيبهم وتجعلنا في حيرة من أمرنا. النسيم وبني مالك وعلى النقيض من آراء سكان حيي التوفيق والأجواد في السامر يؤكد كل من منير سلامة وعائض الصبياني من سكان حي النسيم وبني مالك أنهما سوف يسمحان لأبنائها بالذهاب للمدارس، ذلك أن الخطر قد زال بعد الجهود التي بذلتها الجهات المعنية رغم ما كان يحيط بهم من خطر جسيم أثناء المطر وبعده بأيام، وأضافا نحن في وضع جيد وليس لدينا أية عقبات في توصيل أبنائنا للمدارس أو حتى ذهابهم بمفردهم، فالمدارس على أهبة الاستعداد لاستقبالهم غدا وليس هناك مشاكل تذكر. الاختبارات الأحد إلى ذلك أكد مدير الإعلام التربوي في إدارة التربية والتعليم للبنين في محافظة جدة رجا الله السلمي أن مديري تربية البنين والبنات في إدارة التعليم في المحافظة أعلنا أن الاختبارات التي تأجلت سوف يتم البدء فيها بعد غد الأحد، حتى يتسنى للطلاب اللحاق بمن سبقوهم في مناطق المملكة الأخرى، معربين عن تفهمهم لنفسيات الطلاب وما أصابهم من تذمر وخوف جراء السيول والأمطار التي هطلت أخيرا على مدينة جدة.