تعد القرية التراثية في كورنيش جازان الجنوبي معلما حضاريا يرمز لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق والمرتبط بحاضرها، إذ يبدو في القرية ماضي المنطقة ماثلا للعيان في صور حية وأنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعا لبيئة المنطقة وتضاريسها. وبالتزامن مع اقتراب الموسم الرابع لمهرجان «جازان الفل .. مشتى الكل» في ال 30 من الشهر الجاري تبدو القرية على أهبة الاستعداد لاستقبال واستقطاب الزوار والسياح والمشاركين عبر طابعها التقليدي الذي تفوح منه رائحة الماضي طينا وتنبعث منه عراقة التاريخ أصالة. ويجد الزائر نفسه واقفا أمام تجسيد متكامل لتاريخ المنطقة ببيئاتها المتنوعة، فللوهلة الأولى يدلف الزائر عبر بوابة القرية ليقف أمام البيت الجبلي بطوابقه الثلاثة وعمرانه الصلب وقوة التصميم ومتانته الملائمة للبيئة الجبلية التي تحولت منذ القديم بيوتا وعمرانا ومدرجات وحقولا زراعية وبهجة وحياة وتسوق الخطوة إلى البيت التهامي «العشة الطينية»، فهناك تبرز بساطة الحياة التهامية وأناقتها عبر «العشة» وأصوات الأواني المعلقة في الداخل. ويقدم داخل القرية الأكلات الشعبية بأيدي «الجيزانيات» اللاتي تدربن على الطهي الشعبي مثل الحنيذ والسمك المشوي والحياسي والمغشات. وتوضح المشرفة على القسم حصة الحربي أن القسم سيقدم في هذا المهرجان العديد من الأكلات الشعبية التي يعدها 15 فتاة. وينتصب البيت الفرساني وسط البحر مرتبطا بجسر مع القرية التراثية، وهنا تجسيد حقيقي لجزيرة فرسان التي تبدو ماثلة ببيتها حيث البحر واللؤلؤ والأصداف. وتدور في وسط القرية حركة تجارية عتيقة عبر السوق الشعبية بمعروضاتها الأثرية والتراثية والأواني التقليدية والنباتات العطرية، هنا تفوح رائحة الفل والكادي.