أجمع أكثر من 3000 شاب في منطقة تبوك على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الأثري من العبث والتشويه، وحمايته من الكتابة عليه، وطمس معالمه، أو سرقتها كونها تمثل عمقا تاريخيا ومرجعا للعلوم والفنون التي تعد همزة الوصل بين الماضي والحاضر. وجزم شباب تبوك خلال وقوفهم على قلعة المنطقة الأثرية التي يعود تاريخها إلى ما قبل ال500 عام أن حماية الآثار مطلب شعبي قبل أن يكون مؤسساتيا. وأوضح المرشد السياحي سليمان العطوي أن منطقة تبوك بحكم موقعها الجغرافي تعد منطقة تراثية تزخر بالعديد من الآثار ذات القيمة التاريخية مثل سكة الحديد وبئر هداج. من جهته أوضح الشاب رائد الحربي أنه من الضروري أن تعطى ملامح التاريخ في تبوك حقها وأن تبرز بشكل أكبر من خلال المعارض وتنظيم الجولات الكشافية للتعريف بها. وأبدى الشاب حسين العطار انزعاجه من الكتابة على جدران المواقع الأثرية وترك الذكريات عليها «ممارسات المراهقين وخطوطهم شوهت التاريخ في سكة الحديد التي تعد معلما تاريخيا وتراثيا للمنطقة». ويرى مطير العنزي أنه من الضروري تكليف جهات أمنية تلاحق العابثين وتنصيب كاميرات مراقبة على الأماكن الأثرية حفاظا عليها من ضعاف النفوس. من جانبه أكد ل«عكاظ» نائب الرئيس العام للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي الغبان أن هنالك برنامجا ضخما هو (البعد الحضاري للمملكة) تنفذه الهيئة العامة للسياحة يهدف إلى توعية الناس لجعلهم يدركون أهمية الموروث الثقافي المهم، مشيرا إلى أن هنالك برنامجا نفذته الهيئة تحت مسمى «مراقبي الآثار» عبارة عن دوريات بشكل مستمر على المواقع الأثرية لتسجيل نسبة الحماية فيها. وألمح الدكتور الغبان إلى أن العمل جار حاليا لتنفيذ متحف بمواصفات عالمية في تبوك سيتم الانتهاء منه بعد سنتين. من جهته، أشار مدير جهاز هيئة السياحة والآثار في منطقة تبوك ناصر الخريصي إلى أن برنامج التربية السياحية الذي انطلق قبل أسبوع بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم يهدف إلى تثقيف المجتمع المدرسي بأهمية الآثار ودور المجتمعات المحلية في حفظها.