اطلع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك في مكتبه في الإمارة على الاكتشافات الأثرية الجديدة التي عثرت عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة تبوك. وبينت الهيئة أنه تم نزع ملكية قلعة الملك عبدالعزيز في محافظة حقل من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار بقيمة تسعة ملايين ريال لتحويلها إلى متحف. وشرح نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لشؤون الآثار الدكتور علي إبراهيم الغبان لأمير منطقة تبوك أمس الأول، المشاريع الجديدة للهيئة في منطقة تبوك، مؤكدا أن الهيئة بدأت في إقامة سلسلة من المتاحف التي يجري تنفيذها، وأهمها متحف منطقة تبوك الجاري تنفيذه في مدينة تبوك في موقع مميز لسكة الحديد ووسط المدينة وسيكون متحفا على مستوى عالمي من حيث البناء والتجهيز، بالإضافة إلى سلسلة متاحف جديدة في المحافظات يتم تنفيذها في المباني التراثية الموجودة في مغاير شعيب أو في محافظة تيماء أو في المنطقة الساحلية لمنطقة تبوك في ضباء والوجه وأملج. وأضاف الغبان، «أنه سيتم إقامة متحف في قلعة الملك عبدالعزيز في محافظة ضباء، وفي محافظة الوجه سيقام متحف في قلعة السوق، وفي محافظة أملج سيقام متحف في قصر الإمارة القديم بعد تأهيله من قبل الهيئة». وأشار الدكتور الغبان إلى قيام الهيئة بتأهيل مواقع أثرية في المنطقة، ومنها موقع مغاير شعيب، حيث تم إنشاء مركز زوار في الموقع وتأثيثه بقيمة 2.5 مليون ريال، بالإضافة إلى تنفيذ مسارات داخل الموقع الأثري تصل إلى كل المواقع المراد زيارتها، لافتا إلى أن هناك مواقع أخرى في المنطقة ضمن برامج التأهيل التي ستقوم بها الهيئة في قطاع تبوك خلال السنوات المقبلة ومنها طريق الحج المصري والمواقع التي يمر بها «عنتر والبدع». وبين الغبان أن أي موقع أثري يتم تأهيله سيكون بمثابة موقع سياحي يمكن للزائر لمنطقة تبوك أن يتجول فيه. واستعرض الغبان في عرض مرئي أمام أمير منطقة تبوك الحفريات الأثرية الجاري تنفيذها في محافظة تيماء ونتج عنها اكتشاف الطريق التجاري بين تيماء ومصر والنقوش الهولوغرافية الموجودة، وأهمها النقش الذي وجد بالقرب من تيماء وهو عبارة عن توقيع ملكي لرمسيس الثالث، بالإضافة إلى الاكتشافات المهمة بالنسبة للتاريخ الحضاري للجزيرة العربية، وكذا بالنسبة للعمق الحضاري لمنطقة تبوك والاكتشافات التي سيكون لها دور في تطوير السياحة الثقافية في المنطقة وللتعرف على تاريخ المملكة. وأكد نائب رئيس الهيئة أن منطقة تبوك تعد من أكثر مناطق المملكة ثراء بالتراث الثقافي بحكم موقعها الجغرافي بين المراكز الحضارية الكبرى في الشرق الأدنى القديم وهي مواقع تعد مصادر لموارد اقتصادية في المنطقة. وقال: «إن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل مع شركائها وفي مقدمتهم إمارة منطقة تبوك على الاستفادة من هذه الثروة في التنمية بالدرجة الأولى والمحافظة عليها بصفتها إرثا وطنيا». وفي نهاية العرض المرئي، أثنى أمير منطقة تبوك على هذه الاكتشافات وعلى جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ومنسوبي الهيئة من خلال دورها في النهوض بالقطاع السياحي وقطاع الآثار في المملكة، مؤكدا أن منطقة تبوك زاخرة بالآثار القديمة التي تشكل عمقا تاريخيا للمنطقة، بالإضافة إلى موقعها المميز الذي سيجعلها منطقة ذات جذب سياحي بشكل مميز خلال السنوات المقبلة وركز الأمير فهد بن سلطان على أهمية إبراز هذه الآثار التاريخية القديمة.