علمت «عكاظ» من مصدر مطلع، أن الجهات المختصة في المدينةالمنورة باشرت التقصي والتحقيق عن المتسببين في ردم بئر العهن النبوية (جنوبالمدينةالمنورة) بالحجارة والتراب ومحاولة إخفاء معالم البئر. وأفاد المصدر، أن الأضرار تواصلت على منطقة البئر النبوية، حيث تم رصد تحويل المنطقة إلى مقبرة للحيوانات، ولوحظ وجود أعداد كبير من جثث الحيوانات في منطقة البئر، وأفاد المصدر أن بئر العهن النبوية من ضمن الآثار التي تسلمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بعد صدور أمر سام كريم يؤكد على حصر مواقع الآثار الإسلامية في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمحافظة عليها، وبناء عليه قامت الهيئة بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية وعدد من المتخصصين والمهتمين بآثار مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بحصر مواقع الآثار الإسلامية ومن ضمنها بئر العهن النبوية، وذكر المصدر أن الهيئة قامت أخيرا بتطبيق نظام مراقبة المواقع الأثرية في عدد من مناطق المملكة ومن ضمنها منطقة المدينةالمنورة. «عكاظ» وقفت صباح أمس ميدانيا على موقع البئر، وتم رصد البئر التي تبعد نحو 100 متر عن الخط الرئيس المؤدي لمنطقة قباء، ولوحظ وجود عدد كبير من بقايا الحيوانات من عظام وغيرها، إضافة إلى وجود رائحة كريهة وقوية صادرة من منطقة البئر نتيجة للكم الكبير من جثث الحيوانات حولها. ورصدت عدسة «عكاظ» في موقع البئر عمليات الردم التي طالت البئر ووجود صخور حجرية كثيفة وأتربة، إضافة إلى ملابس أطفال قديمة تم رميها في مكان البئر. يذكر أن بئر العهن هي إحدى سبع آبار نبوية موجودة في المدينةالمنورة، حيث كان يتم جلب الماء منها للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وذكرت بئر العهن في جميع كتب المؤرخين التي تناولت السيرة النبوية، حيث اعتبر المؤرخون أن بئر العهن جزء من السيرة النبوية. يذكر أن هذه ثاني حالة اعتداء على الآبار النبوية بعد واقعة استيلاء مالك مدرسة على بئر غرس النبوية وضمها داخل سور المدرسة، الأمر الذي استدعى حينها تدخل الجهات المختصة وقامت بتحرير البئر («عكاظ» 27/11/1431ه).