عبر عدد من المبتعثين والمبتعثات في الجامعات المصرية عن استيائهم مما وصفوه بتجاهل الملحقية الثقافية لهم أثناء الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها المدن والمحافظات المصرية. وذكروا ل «عكاظ» أنهم لم يتبلغوا من قبل الملحقية ولا السفارة عن تحديد أحد الفنادق لتجمع الرعايا السعوديين الراغبين في العودة إلى المملكة، بالرغم من توافر أرقام هواتفهم وبريدهم الإلكتروني لديهما، مؤكدين أن معرفتهم عن مكان التجمع لإجلاء الرعايا السعوديين إلى المملكة «لم تكن سوى بجهود شخصية من قبل الطلاب ورابطة نادي الطلبة، حيث تبلغنا بذلك ثم تأكدنا بدورنا من الملحقية عن صحة المعلومات التي وصلتنا». وأكدوا أنهم أبلغوا الملحق الثقافي أن مكان سكنهم في مدينة نصر قريب من المطار، وأنهم سيغادرون إلى المطار إلا أنه أخلى مسؤوليته عن هذا الأمر وأنه غير مسئول عنهم حسب تعبيرهم، وطالبهم بالحضور إلى الفندق، بالرغم من خطورة الطريق وامتلائه بالمتظاهرين وحملة السكاكين والمدرعات العسكرية، لافتين إلى أن السفارة لم تؤمن لهم أية حماية، وعند وصولهم للفندق المحدد وسط الكثير من الخوف والقلق النفسي، لم يجدوا سوى رعايا سعوديين كانوا قد سبقوهم إلى الفندق، حيث وجدوهم يفترشون الأرض في منظر بحسب قولهم «لا يمكن وصفه بالكلام». وأضافوا أنهم طالبوا عضوا في السفارة بمقابلة السفير أو القنصل، نظرا لطول انتظارهم في الفندق دون توفير وجبات عشاء أو أغطية، ولم تجد مطالبهم سوى ترديد الصدى بحسب وصفهم، «وعند إلحاحنا وإصرارنا، أحضروا لنا وجبات باردة لا تغني ولا تسمن، وأبلغونا أن هذا هو الموجود وإلا شوفوا لكم مطعم». وأبدى المبتعثون تعجبهم من تصريحات السفارة عن تأمين حافلات لنقلهم إلى المطار، نافين صحة هذا التصريح، وقالوا «نحن من استأجر السيارات بمبالغ خيالية كي توصلنا إلى المطار الذي لا يبعد عنا سوى خمسة كيلو مترات». وكشف المبتعثون عن أن العاملين في المطار استغلوا الرحلات المجانية التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين لإجلاء الرعايا السعوديين، وأخذوا يبيعون التذاكر على المسافرين بمبالغ مالية تتراوح بين 800 و1500 جنيه، مؤكدين أنهم وجدوا كافة التذاكر بحوزة مصريين، وأنهم كانوا يبيعونها عليهم بينما يهدونها لمصريين يريدون مغادرة البلاد. من جهته، أوضح الملحق الثقافي في سفارة الرياض في القاهرة محمد العقيل أن الملحقية لم تتواصل مع الطالبات والطلاب في بداية الأحداث نتيجة انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت في مصر، مؤكدا أنهم عمدوا إلى نشر أرقام الملحقية الثقافية على شاشات بعض القنوات الفضائية، وأضاف «شكلت مع ثلاثة من زملائي خلية عمل على مدار الساعة لتجاوز الأزمة». وأضاف العقيل أن الملحقية خصصت 15 حافلة ترددية ما بين منطقة (6 أكتوبر) والفندق الذي تم تخصيصه كنقطة التقاء للرعايا السعوديين، نافيا ادعاءات الطلبة الذين اتهموا الملحقية بعدم الاكتراث لوضعهم وعدم توصيلهم وتأمين الحماية لهم وتخصيصها للعائلات فقط، قائلا «هذا الكلام غير صحيح تماما، بل إننا أوصلنا كذلك عددا من الأجانب الذين يحملون تأشيرات مرور للمملكة». ورد العقيل على اتهامات الطلبة بتجاهله لاتصالاتهم بقوله «حسبي الله عليهم، حسبي الله عليهم، حسبي الله عليهم، يكفي أني تركت أهلي ونمت في الملحقية، ومعي أكثر من عشرة أشخاص لأجل الرد على اتصالات الطالبات والطلبة، وفي الأخير يقولون إني تجاهلت اتصالاتهم».