تسلمت هيئة التحقيق والادعاء العام أمس، تقرير الطب الشرعي للطفلين الغريقين الذي أثبت عدم وجود شبهة جنائية وراء وفاتهما، ليتم إحالته إلى شرطة حي الشرائع في مكةالمكرمة؛ لاستلام الجثتين ودفنهما. وقال مدير إدارة الدفاع المدني العميد جميل أربعين إن المسؤولية مشتركة بطابع عمل الجهات الحكومية الذي يعتمد على التعاون «فنحن مكملون لبعض»، ولا يخلي أحد مسؤوليته «ولكن يوجد تنظيم معين على أساسه يتم توزيع المهمات بين الجهات ذات العلاقة لتنظيم العمل بحيث تبلغ إدارة الدفاع المدني أية جهة لديها مشروع بمواصفات السلامة المطلوب توفيرها». وبين العميد جميل أربعين أن فرق الدفاع المدني تتابع، بعد إبلاغ المقاول المنفذ بالاشتراطات، عمله عبر زيارات ميدانية، وتسلم نتائج هذه المهمات إلى الجهة ذات العلاقة بالمشروع سواء أمانة العاصمة المقدسة، أو إدارة التعليم، أو غيرهما من الجهات. وأفاد مدير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة بأن قسم التحقيق في إدارة الدفاع المدني سيتسلم ملف التحقيق لاستكمال الجزئيات المتعلقة بالمديرية، والمتمثلة في معرفة أسباب ضعف الحواجز حول المشروع، وعدم تهيئة الاشتراطات، وإذ كانت تلفت بفعل الأمطار الأخيرة مع استجواب المقاول. وشيعت جموع عصر أمس، جثتي الطفلين الغريقين في حي الشرائع إلى مثواهما، وسط دعوات جيران وأقارب أسرة الطفلين إلى عدم التنازل عن المتسبب في وفاة ابنيها. فيما اقتنعت أسرة المتوفين بعدم وجود شبهة جنائية وراء مقتل الطفلين، بيد أنها اعتبرت المتسبب الحقيقي في عملية الوفاة المقاول المتقاعس عن وضع اشتراطات السلامة، والجهات المسؤولة عن المراقبة سواء في أمانة العاصمة المقدسة، أو الدفاع المدني. وقالت أسرة المتوفين إن اللامبالاة أدت إلى وفاة ضحيتين هذه المرة، لكن في المرة المقبلة سيتضاعف العدد في ظل غياب الرقابة والمحاسبة، مستنكرة موقف أمانة العاصمة المقدسة التي حملت المقاول كامل المسؤولية والشركة المتعهدة بإنشاء الحدائق في العاصمة المقدسة. وأصدرت مدرسة عمير بن حمام المتوسطة في الشرائع، نتيجتي الطالبين عبدالله وعبدالمجيد القثامي اللذين كان يدرسان في الصف الثاني متوسط، بعد أن أديا آخر اختباراتهما قبل ساعة من وقوع الكارثة. وبين معلمو المدرسة الذين فاقوا على فاجعة الطالبين، أن الطالبين يتمتعان بالسمعة الطيبة وبالأخلاق الحسنة وكانا قدوة لمن معهما، كما أن الطالبين كانا ملازمين لبعضهما طوال تواجدهما في المدرسة، وكان مقدرا لهما أن تنتهي حياتهما سويا.