لم يترك داؤود أية وسيلة يخفي بها نشاطه في إنتاج وتسويق العرق إلا واتخذها.. استأجر شقة فخمة بمبلغ 32 ألف ريال في العام.. استخدم سيارة مغلقة في تحركاته، وحرص على العمل بمفرده دون شريك، غير أن هذه التدابير لم تمنع ارتياب الجيران في تحركاته سيما بعد اكتشافهم أن الجار الجديد يعمل في نقل مستوعبات من البلاستيك من مكان لآخر، فسقط سريعا في يد الأمن. في بادئ الأمر لم يلحظ السكان أي تحركات مريبة للساكن الجديد غير استهلاكه كميات كبيرة من المياه، لكن شكوكهم تزايدت عندما بدأ في نقل المستوعبات والحاويات من مكان إلى آخر مستخدما سيارته المغلقة، فسارع أحدهم إلى إبلاغ شكوكه إلى وحدة التحريات والبحث الجنائي، بدأت وحدة ميدانية في مراقبة تحركات داؤود، وتبين من معلومات قدمها صاحب البناية أن المشتبه إثيوبي الجنسية يعمل سائقا خاصا لدى إحدى الأسر، وزاد من حدة الاشتباه شقته الفخمة التي لا تتوافق مع راتبه المحدود. أقامت سلطات الأمن نقاط تفتيش في الطرقات والشوارع التي يعبر بها المتهم، وفي اللحظة المناسبة تم توقيفه في أحد الشوارع الطرفية فبدت عليه علامات الخوف والارتباك والتردد، وبسؤاله عن أوراقه الثبوتية هبط من سيارته وحاول إطلاق ساقيه للريح، لكن محاولاته باءت بالفشل وعثر الأمن في السيارة على مستوعبات وعبوات من العرق، ليتم اقتياده إلى مسكنه الفاخر في حي البوادي، وضبط مصنع صغير أنشأه في إحدى الغرف. وأبلغ المتحدث في شرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد أن أعمال التحري التي نفذتها الأجهزة المعنية في شرطة جدة نجحت في الإيقاع في مصنع عرق يديره وافد إثيوبي أحيل إلى الجهة المختصة لاستكمال التحريات .